طُرق مُحفّرة تُنهك آليات وجيوب السكان في مدينة شمالي إدلب

إدلب نورث برس

في المنطقة الصناعية بمدينة حارم الحدودية مع تركيا شمالي إدلب، شمال غربي سوريا، يجلس الخمسيني طلال الأحمد، أمام أحد محال تصليح السيارات بانتظار الانتهاء من تصليح سيارته التي يضطّر لجلبها إلى هذا المكان عدّة مرات في الشهر.

وتعاني مدينة حارم التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، منذ نحو تسع سنوات، من سوء الخدمات بشكلٍ عام والشبكات الطُّرقية بشكلٍ خاص، حيث باتت الطرق المُحفّرة السبب الأول لازدياد ظاهرة الحوادث المرورية، وإلحاق الضرر و الأعطال بآليات السكان.

وجميع الشكاوى التي قدمها ولا زال يُقدّمها أبناء المدينة، للمجلس المحلي في حارم التابع لحكومة الإنقاذ السورية، الجناح المدني لهيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقاً)، منذ سنوات، لم تلقى أي استجابة حتى اليوم، بحسب سكان.

“أعطال تُكبّدهم مبالغ كبيرة”

ويضطّر طلال الأحمد (42 عاماً)، وهو من سكان مدينة حارم، وبحكم عمله كسائق مركبة، لسلك معظم طُرق المدينة حتى يتمكن من إيصال الطلاب إلى مدارسهم ومن ثم إعادتهم ، وذلك بسبب “رداءة أغلبها”.

ويقول ” الأحمد ” لنورث برس، إنه بسبب “مسيره اليومي في شوارع حارم المُحفّرة، لا يكاد يمرُّ أسبوع، دون أن يذهب بسيارته إلى محال التصليح مرّتين أو ثلاث مرات، وذلك بفعل الحفر”.

ويُضيف، أن أكثر الأعطال تكون في ” الدّوزان والمقصّات”، فضلاً عن “الإطارات التي يضطّر لتبديلها كلّ عام، علماً أنه في الحالات الطبيعية يقوم بتبديل إطارات سيارته كل عامين أو ثلاث “.

وفي كل مرّة يقصد فيها المنطقة الصناعية بالمدينة، “يضطّر لدفع 20 دولاراً على أقل تقدير، إذ أن قطع التصليح، بات يُحسب سعرها اليوم على الدولار” ، بحسب قول السائق.

ويُشير “الأحمد”، إلى أنه “يتقاضى شهرياً 250 دولاراً، من عقد نقل الطلاب لدى إحدى المدارس الخاصة، ولكن يتراوح ما يصرفه على الأعطال  بين  100 و 150 دولاراً”.

في حين “يُقسّم ما تبقّى من الراتب بين قوت أطفاله و مازوت سيارته، التي أيضاً يزيد استهلاكها للوقود بسبب سيرها على طُرُقٍ مُحفّرة”.

ويقول حاتم الناصر (35 عاماً)، النازح من مدينة حلب ويسكن في مدينة حارم، إن “ضيق الطريق العام وسط المدينة، حيث لا يزيد عرضه عن ثمانية أمتار في حين أنه يجب أن يزيد على الــ20 متراً”، إشارةً منه لوجود مشكلة أخرى تُضاف إلى تحفُّر الطرقات.

ويُضيف النازح، أنه ومنذ نحو عام لم يذهب بسيارته إلى مكان عمله وبات يُفضّل الذهاب في سيارات الأجرة (التكسي)، وذلك بعد أن بات يضطّر لوضع أكثر من نصف راتبه في تصليح أعطال السيارة التي غالباً ما تكون ناجمة عن “سوء حالة الطرق”.

“لا استجابة “

ويؤكد “بهاء رحّال” (47 عاماً)، وهو من وجهاء مدينة حارم، في حديث لنورث برس، أن المشاكل الناجمة عن سوء الشبكة الطُّرقية في مدينة حارم،” تزداد يوماً بعد يوم”.

و”باتت الحوادث المرورية في المدينة ظاهرة شبه يومية تستنزف أرواح السكان، فضلاً عن الأعطال التي تلحق بسياراتهم”.

ويُشير”الرحال”، لنورث برس، إلى أن “وجهاء مدينة حارم ومنذ أن تسلّمت حكومة الإنقاذ السلطة في المنطقة، قبل نحو أربع سنوات، يطالبون بتعبيد الطرق الرئيسية في المدينة على الأقل”.

و تُسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل إدلب و أجزاء من أرياف حماة و حلب و اللاذقية شمال غربي سوريا، وتُدير هذه المناطق مدنياً و خدمياً من خلال “حكومة الإنقاذ”.

إلا أن “الإنقاذ”، لم “تستجيب حتى هذا اليوم لمطالب السكان ولم تُقدم سوى الوعود”، بحسب الوجيه.

ويقول الوجيه، إن “المدينة تُعاني خدمياً من مشاكل مختلفة، إلا أن مشكلة الطرق هي الأبرز في الوقت الحالي”.

إعداد : عمران خليل – تحرير: فنصة تمو