ضيق الوقت والدروس المُكثّفة يمنع طلاباً في جامعة الفرات من الترفُّع  والتخرُّج

الحسكة – نورث برس

تنوي ليلى عثمان (23عاماً)، وهي طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة المدنية في جامعة الفرات بالحسكة، تقديم مادتين فقط خلال امتحانات الفصل الثاني المُقبلة، وذلك لصعوبة تحضير جميع المواد بسبب ضيق الوقت المحدّد للدراسة.

ويُعبّر طلاب جامعة الفرات، عن استيائهم من عدم تأجيل تقديم امتحانات الفصل الثاني المُقرّر البدء بها مطلع الشهر المُقبل، الأمر الذي يضعهم أمام تحديّات، لعدم تمكُّنهم من الاستعداد لتقديم كامل موادهم الدراسية.

وأمام هذا الحال، يُخطّط البعض، بينهم طلاب في سنة التخرُّج، لتأجيل تقديم بعض المواد للعام القادم، مما سيؤُّخر تخرُّجهم من الجامعة.

تقول “عثمان”، إن عدم إعطاء الوقت الكافي لدوام الفصل الثاني صعّب عليهم الدراسة، “ففور انتهائنا من تقديم امتحان الفصل الأول باشرنا بدوام الفصل الثاني وأخذنا محاضرات تكّثيفية ولعدّة مواد في اليوم ذاته”.

وتُشير الطالبة، وهي من سكان مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، إلى أن دوامها في الفصل الثاني اقتصر فقط على حضور محاضرتين في الأسبوع للمادتين التي تنوي تقديم امتحانهما.

وخلال دوام الفصل الأول، اضطّرت “عثمان”، لفسخ عقد المنزل الذي كانت تستأجره برفقة صديقاتها على خلفية أحداث سجن الصناعة في الحسكة.

وأدت أحداث سجن الصناعة في الحسكة، في العشرين من كانون الثاني/ يناير، لتدمير كُلّيتي الاقتصاد والهندسة المدنية بشكلٍ كبير، إضافة لمعهد المراقبين الفنيين، فيما أخذت قوات سوريا الدّيمقراطية كلية الهندسة الزّراعية، مما تسبّب بإيقاف الامتحانات الجامعية للفصل الأول في يومها الثّاني.

وأعادت الجامعة استئناف الامتحانات، في الرابع عشر من أيار/ مايو الماضي، وانتهت في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي.

وبعد انتهاء امتحانات الفصل الأول بأسبوعين، بدأ دوام الفصل الثاني في التاسع عشر من حزيران/ يونيو الماضي، وانتهى قبل أسبوع.

 وبدأ الطلاب بمنتصف الشهر الجاري، بتقديم امتحانات القسم العملي، وفور الانتهاء سيتمّ تقديم امتحانات القسم النظري التي لم تُحدّد بعد، لكن بحسب مسودّة الامتحانات، فمن المُقرّر البدء بها في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

ولا يختلف حال محمد عامر(24 عاماً)، وهو طالب في سنة التخرُّج بكلية الهندسة الزراعية في جامعة الفرات، عن وضع سابقته، فهو الآخر يجد صعوبة في الدراسة لأن الفارق بين امتحان الفصل الأول والثاني أقل من شهرين “وهو وقت غير كافٍ للدراسة”.

ويُشير، إلى أن تداول أنباء عن نقل الكليات إلى دير الزور، قبل استئناف امتحانات الفصل الأول، “أثّر بشكلٍ كبير على نفسيتي ولم نتهيأ بشكلٍ جيد لتقديم الامتحان، فرسبت في جميع المواد”.

ويُضيف: “يستوجب عليّ الآن تقديم مواد الفصل الأول والثاني، وهذا الكم الهائل من المواد سيؤدي إلى عدم تخرُّجي هذه السنة”، في إشارة منه لعدم تمكُّنه من النجاح في كافة المواد، “فالوقت ضيق جداً”.

وكان الشابّ العشريني، ينوي التخرُّج هذا العام والتفرُّغ للعمل “لكن هجوم داعش على سجن الصناعة وتداول أنباء عن نقل الكليّات لمكانٍ آخر وعدم تقديم الامتحانات في وقتها، أثرّ عليَّ كثيراً”.

ويذكرهو الآخر، أن أغلب محاضرات الفصل الثاني تم إعطاؤها بشكلٍ مُكثّف، “لم يكن هناك الوقت الكافي لاستيعاب الكم الهائل من المحاضرات”.

وفي  كلية الاقتصاد، تتحدّث سوزدار بكر(21 عاماً)، وهي من مدينة عامودا، غربي القامشلي، عن عدم استفادتها واستيعابها لمحاضرات الفصل الثاني.

وتُشير، إلى أن المحاضرات تم إعطاؤها في كلية العلوم مع وجود عدد كبير من الطلاب، بالرغم من أن قاعات كلية العلوم ليست على شكل مدرّجات أو كبيرة ككلية الاقتصاد.

وخلال  امتحان الفصل الأول، لم تنجح “بكر”، سوى في مادتين من أصل ستة مواد قدمتها، وهو ما سيحول دون تمكُّنها من الترفُّع إلى السنة الثالثة.

وتقول الطالبة إن تأخير تقديم امتحان الفصل الأول أثّر بشكلٍ كبير على نفسيتها، “فداعش من جهة والتهديدات التركية بشنّ هجمات جديدة من جهة أخرى أثّر علينا، نواجه ضغوط نفسية كبيرة”.

إعداد: إيفا أمين- تحرير: سوزدار محمد