مشروع جديد للإنترنت في كوباني وسط انتقادات من الشركات المستثمرة
كوباني/عين العرب- فتاح عيسى- جهاد نبو NPA
بدأت الإدارة العامة للاتصالات في إقليم الفرات (تقسيم إداري يضم عين عيسى وتل أبيض/كري سبي وكوباني/عين العرب) بمشروع تمديد علب الإنترنت في مدينة كوباني/عين العرب، شمالي سوريا، قبل أسبوع، بهدف الاستغناء عن الصحون أو ما يسمى بـ(لايت بيم).
ويهدف المشروع الذي بدأ في حي "الشهيد فراس" وسط المدينة إلى توفير مصاريف توصيل خدمة الإنترنت على المشتركين، إضافة إلى زيادة جودته في المدينة بحسب الإدارة العامة للاتصالات.
وأفادت الرئيسة المشاركة للإدارة العامة للاتصالات في إقليم الفرات فاطمة محمد، لـ"نورث برس" أن الإدارة ستقدم خدمة الاشتراك في الإنترنت للمواطنين مقابل عشرة دولارات (6000 ليرة سورية) شهرياً بسرعة واحد ميغا، مشيرة إلى أن المشروع سيوفر على المواطنين الراغبين بالاشتراك أكثر من مئة دولار(حوالي 60 ألف ليرة سورية) وهي ثمن الصحن (لايت بيم)، إضافة إلى التخلص من مشكلة التشويش في الصحون الخاصة بالإنترنت.
وستقوم الإدارة العامة للاتصالات بوضع كل علبة إنترنت بمسافة تبعد خمسين متراً عن الأخرى، والتي تحتوي كل واحدة منها على ستة خطوط أو أكثر.
طريقة الاشتراك
وأضافت محمد أن المواطنين الراغبين بالاشتراك بالخدمة يمكنهم مراجعة الإدارة العامة للاتصالات وتسجيل طلباتهم، مشيرة إلى أن المواطنين سيتكفلون فقط بشراء الموزع (الراوتر) بقيمة /25/ دولار(حوالي 15 ألف ليرة سورية)، فيما ستتكفل إدارة الاتصالات بتمديد الخطوط للمنازل والمحلات.
وأكدت محمد بأن الشركات المستثمرة للإنترنت في كوباني وهي(شركة كوباني نت، وشركة روكا نت) بإمكانهما المشاركة في تنفيذ المشروع في أحياء أخرى بالمدينة في حال رغبتهما بذلك.
من جهته أوضح المواطن أحمد أوسي(26 عاماً) صاحب محل نظارات وأحد المستفيدين من المشروع الجديد، أن ميزة الخدمة الجديدة هي رخص أسعارها مقارنة مع الخدمات الأخرى، إضافة إلى جودة الخدمة حالياً.
التنافس
وأضاف أوسي أن المشروع الجديد يؤدي إلى التنافس بين القطاع العام والقطاع الخاص على تقديم خدمة الإنترنت، مشيراً إلى أن المستفيد من هذا التنافس هو المواطن بالدرجة الأولى.
وكان المواطنون يدفعون /150/ دولاراً(نحو 90 ألف ليرة سورية) لتركيب خدمة الإنترنت في منازلهم ومحلاتهم عبر الصحون(لايت بيم)، إضافة إلى دفع اشتراك شهري قدره/15/ دولار(9 آلاف ليرة سورية تقريباً) لسرعة واحد ميغا.
بدوره أفاد رودين خليل صاحب شركة (كوباني نت) التي تقدم خدمة الإنترنت في مدينة كوباني وريفها، أن شركته قدَّمت على المشروع قبل ثلاثة أشهر لكن مديرية الكهرباء رفضته؛ بحجة أن خطوط العلب سيتم تمديدها على أعمدة الكهرباء وستؤثر سلباً على عمل مديرية الكهرباء.
وأضاف خليل أن معظم الشركات التي تقدم خدمة الإنترنت في شمال شرقي سوريا تقوم بتمديد خطوط الإنترنت على أعمدة الكهرباء، مشيراً إلى أن الشركة تعهدت بتحمل مسؤولية أي أضرار تنتج عن تمديد خطوطها على أعمدة الكهرباء.
وتعتبر شركة "كوباني نت" والتي تأسست أواخر عام 2016، أول شركة قدمت خدمة الإنترنت في كوباني وريفها، حيث تقدّم خدماتها لأكثر من ألف مشترك.
صاحب الفكرة
وانتقد خليل إدارة الاتصالات لأنها قامت بتنفيذ فكرة شركتهم، مشيراً إلى أن "إدارة الاتصالات تطالبهم دائماً بتخفيض أجور الاشتراك للمواطنين، دون أن تقوم بنفسها على تخفيض تلك الأجور للشركات كونها هي مصدر الحزم في إقليم الفرات".
وأضاف خليل أن "إدارة الاتصالات تقدم خدمة الإنترنت للمواطنين في المشروع الجديد بالسعر الذي تمنحه للشركات، موضحاً أن ذلك يعني أن إدارة الاتصالات تريد بذلك توقيف عمل الشركات التي تزود المواطنين بالخدمة".
وأكد خليل أن الحل هو "قيام إدارة الاتصالات بتخفيض أجور حزم الإنترنت للشركات كونها المصدر الرئيسي للخدمة؛ لتقوم الشركات بدورها بتخفيض أسعار الاشتراك للمواطنين، وبالتالي التنافس بين القطاعين الخاص والحكومي على تقديم الخدمة للمواطنين".
يذكر أن الإدارة العامة للاتصالات في إقليم الفرات كانت أصدرت قراراً ينص على إيقاف العمل بشبكة الإنترنت التركيّة ضمن الإقليم والاعتماد على الشبكة التي تقدّمها الإدارة الذاتيّة، بدءاً من مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي، في حين ما يزال مسموحاً استخدام شبكة الهواتف التركيّة في الإقليم.
وكانت حزمة /1/ ميغا يتم توفيرها للمواطنين بمبلغ/25/ دولار أمريكي من قبل الشركات المرخصة أثناء الاعتماد على الإنترنت التركي، قبل التوجه إلى الشبكة التي تقدمها الإدارة الذاتية.