تدهور الأوضاع المادية سبب تراجعاً في بيع أضاحي العيد في حلب
حلب – نورث برس
يقول مصطفى كسحو (65 عاماً)، وهو من سكان حي بعيدين بحلب، شمالي سوريا، كان يأمل أن يكون قادراً على نيل أضحية لهذا العيد، لكن الظروف أكبر من أي أمنية تبقى.
وليست السنة الأولى التي ينوي بها الرجل الستيني تقديم الأضحية، العام الماضي كانت تعاني زوجته من بتر ساق ومرض سكر منعه مصروف الدواء والعناية بها من تحقيق ذلك، حتى فارقة زوجته الحياة منذ أربع أشهر.
ويضيف “كسحو” تدهورت الأحوال، نحن في زمن لا نعد نحصل على لقمة عيشنا، الأولاد يرسلون لي مبلغاً من المال كل فترة استعين به لمستلزمات البيت.

ويعيش الرجل مع زوجة أبنه الموقوف في سجون الحكومة السورية، نتيجة تقرير كيدي، وأولاد ابنه المسافر بعدما توفيت زوجته المريضة.
وأضاف ” كسحو” كل عام انوي على أن اضحي، العام الماضي خرجت إلى السوق واستعلمت عن الأسعار وانتظرت ليوم عرفة حتى اشتري لكن العمل الجراحي لزوجتي كان الأسرع من قدوم يوم عرفة.
ولدى “كسحو” ثلاث أولاد يعملون خارج سوريا ويرسلون كل فترة مصاريف نفقة البيت بعد دمار السيارة التي كان يعمل عليها قبل الحرب في بيع المازوت وقلة فرص العمل أبقته دون عمل.
وخلال الأشهر الأخيرة لم يعد “كسحو” يتسلم حوالات كافيه تمكنه من تامين احتياجاته، ورغم ذلك نزل يقصد السواق يشاهد الأسعار والأحجام متمنياً القدرة على شراء أضحية.
وأثّر انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي على بيع العواس وعلى المربين بشكل كبير، المبالغ التي كان يدفعها المربي لمئة رأس من العواس لا يشتري اليوم النصف.
كما يقول عبد الرحيم معراوي (40 عاماً)، وهو من سكان ريف حلب الشرقي، إن “تربية العواس أصبحت كلها خسارة، والفرق بين العام الماضي والحالي هو اختلاف سعر العلف الذي وصول إلى مليون ومئتان وخمسون ألف ليرة سورية لكل طن، أي ضعف السعر عن العام الماضي”.
ويضيف أن المربين لا يحصلون على الدعم لا من الحكومة ولا حتى أي منظمات دولية وحتى أدوية البيطرية أصبح أسعارها مرتفعة جداً، وخاصة بعد وصول سعر كيلو الشعير إلى ألفي ليرة والتبن بحدود الستمائة ليرة ، وهي كلها أسعار مضاعفة عن العام الماضي.
والمربي يتكفل في استأجر أراضي لزراعتها بين المواسم لإطعام المواشي كما أنه يتكفل بنفقات تأمين التدفئة في الشتاء والماء والا مصيرها النفوق.
ويقول محمود المصري (50 عاماً)، وهو تاجر أغنام ولحوم في حي الإسماعيلية، أن العام الماضي أفضل بكثير من العام الحالي بنسبة للأضاحي، ليوم وقفة العيد أكون قد تلقيت توصية لا يقل عن خمسين رأس غنم.
ويضيف “المصري ” هذا العام زادت التكاليف حتى وصل سعر الكيلو 17500 للحم الخروف من ارض سوق الغنم في جبرين، و15 ألف للحم الكبش و9500 للحم الفطيمة أنثى الخروف و9 ألاف للحم النعجة والمربي يقول ارتفاع الأسعار بسبب غلاء العلف.
ونحن كتجار نضيف عليهم أجور النقل المرتفعة بسبب قلة الوقود وترسيم حواجز الفرقة الرابعة التي تتقاضى على كل رأس من اللحم 25 ألف وكل هذا يتحمل سعره المشتري.
وأضاف “المصري ” من الطبيعي تراجع نسبة بيع الأضاحي وسط كل هذا الغلاء في كل المصاريف التي تضاف لسعر اللحم.
وتعاني مناطق سيطرت الحكومة السورية من تقنين توزيع مواد العلفية على المربين بسبب الحصار المفروض على الحكومة السورية كما صرحت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، ويترافق توقيت عيد الأضحى المبارك مع أزمة وقود وقلة في حركة المواصلات ضمن المدنية والريف .