منبج.. سكان يتخوّفون من شراء مستلزمات العيد وأصحاب محال يشكون تراجع العمل
منبج – نورث برس
يقصد فريد محمد (50 عاماً)، وهو من سكان منبج، شمالي سوريا، السوق وفي داخله تردّد كبير من شراء احتياجات منزله خلال العيد، فيغضُّ طرفه عن شراء ما اعتاد عليه خلال الأعياد الماضية، بسبب تخوُّفه من خطر التهديدات على المنطقة، فيدّخر المال لمساعدته في حال نزوحه.
ويقول الرجل، إن الخوف والغلاء يُخيّم على مدينته هذا العيد، “وهو مختلف تماماً عن الأعياد السابقة التي عاشها السكان”.
ويتخوّف سكان في منبج، من شنّ تركيا لعملية عسكرية، تستهدف المدينة بعد التصريحات التركية المتكررة بتنفيذ هذه العملية والتي تداولت بعض وسائل الإعلام موعدها بعد عيد الأضحى.
ومنذ بدء التهديدات تراجعت حركة عمل “محمد”، حيث كان يجني من عمله كسائق سيارة أجرة نحو 25 ألف ليرة سورية يومياً، “لكن اليوم لم أعد أكسب حتى خمسة آلاف ليرة، واحتياجات المنزل وشراء الملابس تصل لنحو 150 ألف ليرة”.

ويُضيف، متخوّفاً مما ستؤول إليه الحال خلال الفترة المقبلة، “الأيام الحالية صعبة جداً على السكان بسبب التهديدات المتواصلة والتخوّف من أيام أسوء وأكثر صعوبة في حال بدأت تركيا عمليتها العسكرية، سيكون هناك كثير من الدمار وتهجير السكان من منازلهم”.
ويصف السائق بلهجته المحلية خوفه من هذه التهديدات، “أصبحنا ننام كل يوم ونحن خائفين من أن نستيقظ على أصوات القصف وإعلان الحرب على منبج”.
وتتكرر مناشدات منبج كما باقي المناطق في الشمال السوري، للدول الضامنة لوقف إطلاق النار والدول الفاعلة في الملف السوري، بإيقاف التهديدات التركية على المنطقة وتجنيب السكان مزيداً من القتل والدمار والنزوح.
وتبدو حركة الأسواق قُبيل العيد قليلة مقارنة مع الأعياد الماضية، حيث يقتصد السكان في الشراء خوفاً من النزوح في حال نفّذت تركيا تهديداتها.
وقارن محمد سمعو (45 عاماً)، صاحب محل لبيع الحلويات في منبج، بين الازدحام وكمية الطلب المتزايد في محله خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى خلال السنوات الماضية، مقارنة بالأيام الحالية التي باتت الحركة التجارية فيها “شبه متوقفة”.
يقول بائع الحلويات، إن الحركة في الأسواق لم تكن كسابق عهدها وخاصة مع اقتراب العيد، إذ “اعتدنا كل عام على رؤية الازدحام وحركة السكان لشراء المستلزمات والملابس لأطفالهم والحلويات، لكن هذا العيد اختفت كل هذه المظاهر”.
ويضيف، أن الحركة التجارية خلال هذه الأيام “معدومة”، أغلب الزبائن “يكتفون بالسؤال عن الأسعار ونسبة كبيرة منهم ينتابهم التردّد من الشراء”.
وإلى الآن، لم يرتد محل “سمعو” زبائنه الذين كانوا يشترون من عنده الحلويات في كل عيد.
وفي محله لبيع الألبسة في السوق المسقوف وسط مدينة منبج، يشتكي غسان حساني (38 عاماً)، من تراجع حركة البيع ويخشى كساد البضائع التي اشتراها استعداداً لموسم العيد لقلة الطلب من قبل السكان.
ويحتوي السوق المسقوف في منبج على أكثر من 600 محل تجاري لبيع الأقمشة والألبسة والحلويات وغيرها.
وفي كل عيد كان “حساني” يبيع نحو 70 بالمئة من بضاعته، “لكن أيام العيد الحالي لم نبع سوى بعض القطع”.
ويُضيف الرجل، وملامح القلق واضحة عليه، “البضاعة المتواجدة داخل المحل لا أعرف مصيرها، هل ستبقى في المحل أم أنها ستُحرق وتُنهب إذا شنّت تركيا عملياتها العسكرية على المدينة”.