منبج – نورث برس
يضطر لؤي المحمود (28 عاماً)، من سكان قرية عرب حسن 16 كم شمالي منبج، شمالي سوريا، الواقعة على خطوط التماس بين قوات مجلس منبج العسكري والقوات التركية، للنزوح من منزله ليلاً والعودة إليه نهاراً، خوفاً من قصف القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.
ويقول الشاب العشريني، بلهجته المحلية، “يجوز ننزح من القرية أكثر من مرة باليوم إذا كان بي قصف”.
وتتعرض 11 قرية على امتداد 20 كيلو متر على خطوط التماس، ابتداءً من قرية أم عدسة شمالي منبج وانتهاءً بقرى في ناحية العريمة غربي المدينة، لقصف متكرر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة.
وشهدت مناطق خطوط التماس خلال الشهر الفائت، تصعيداً غير مسبوق عقب تهديدات تركية بشن عملية عسكرية.
وأمام هذا الحال، يضطر سكان قرى الهوشرية وأم عدسة شمال شرقي منبج، مروراً بقرية عون الدادات وعرب حسن والفارات والصيادة والدندلية والكاوكلي واليانلي وقره ويران والبوغاز وكور هيوك والحمرة انتهاءً بقرى ناحية العريمة غربي المدينة، للنزوح المتكرر من منازلهم ليلاً والعودة إليها في النهار.
ويتسبب القصف المتكرر بحالة من الخوف بين السكان كما يسفر عن إصابات بشرية وأضراراً في ممتلكات السكان.
وفي التاسع من الشهر الماضي، فقد طفلان حياتهما، في قصف تركي استهدف قرية عرب حسن.
ومنذ بداية العام الجاري، فقد 16 مدنياً حياتهم بينهم خمسة أطفال وثلاثة نساء، نتيجة القصف التركي على القرى بريف منبج الشمالي والغربي، بحسب إحصائية لمجلس منبج العسكري نشرها على موقعه الرسمي.
ووفقاً لإحصائية المجلس، فإن القرى الواقعة على خطوط التماس تعرضت لأكثر من 600 قذيفة هاون و13 صاروخاً وعشرة قذائف دبابة و30 قذيفة مدفعية، إضافة إلى 7 استهدافات بالطيران المُسير وثلاث مسيرات انتحارية، منذ بداية العام.
ومنذ آب/أغسطس عام 2016، يسيطر مجلس منبج العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج وريفها بعد معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لتنتشر فيها القوات الروسية وقوات الحكومة السورية في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 بعد اتفاق مع “قسد” لوقف التهديدات التركية لغزو المنطقة.
ولا يختلف حال حسين العبيد (31 عاماً) عن سابقه، وهو من سكان قرية عرب حسن، إذ يتخوف أيضاً من القصف خاصة بعد أن تسبب بفقدان مدنيين لحياتهم وسبب أضراراً مادية بممتلكات السكان من منازل ومحاصيل زراعية وغيرها.
ويقول الرجل الثلاثيني إن القصف التركي يكون بشكل عشوائي وهو ما يزيد مخاوفهم من خسارة أحد أفراد عائلاتهم.
ويطالب “العبيد” المجتمع الدولي والقوات الروسية باعتبارها الضامن لوقوف إطلاق النار في مناطق شمال شرقي سوريا، باتخاذ موقف جدي لإيقاف التهديدات التركية على المنطقة ككل وعلى منبج بشكل خاص.