فكرة الاحتفال بالعيد أو التجهيز له غائبة عن نازحين في مخيمات بالرقة

الرقة – نورث برس

لم يكن لمريم الثلّاج (44 عاماً)، وهي أمٌّ لسبعة أطفال، أكبرهم بعمر الستة عشر عاماً، حيلةً لتشتري لأطفالها ثياب العيد رغم حاجتهم لملابس جديدة بعد أن اهترأت ثيابهم التي يرتدونها منذ عدة سنوات.

وقالت “الثلاج”، وهي نازحة من ريف حمص الشرقي، وتقطن بمخيّم الظاهر العشوائي بريف الرقة، إن معظم النازحين في المخيّم الذي تقطنه ومخيّماتٍ أخرى بريف الرقة، تخلوا نهائياً عن فكرة الاحتفال بالعيد أو التجهيز له.

ويفتقد نازحون في المخيمات العشوائية بريف الرقة، لأجواء العيد أو التحضير له، يترافق ذلك مع عجزهم عن شراء أي شيء من احتياجات العيد.

وأشارت السيدة الأربعينية إلى أنها ليست المرة الأولى أو العيد الأول الذي يتعذر على أسرتها شراء ثياب العيد للأطفال ومستلزماته مثل الحلوى أو الضيافة، بل هذا الأمر تكرر خلال عدة سنوات مضت.

وأضافت، أن سوء الوضع المعيشي الذي يعيشه النازحون في المخيمات العشوائية دفعهم للتخلي عن كثير من الأمور، بما فيها الاحتفال بأجواء العيد والتحضير له والتوجّه لسد الاحتياجات الأساسية التي تحتاجها العائلة.

ويقطن في مخيّمات الرقة العشوائية نحو 90 ألف نازح، تغيب عنهم المساعدات الإغاثية والإنسانية، ويعيش ساكنوه أوضاعاً إنسانية صعبة تزداد سوءاً بشكل تدريجي.

وينحدر القاطنون في تلك المخيّمات من مناطق في مدن حمص وحماة وحلب، كانوا قد تركوا مدنهم خلال معارك خاضتها قوات الحكومة السورية لاستعادة تلك المناطق من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وبحسب قولهم، فإنهم طالبوا عدّة مرات المسؤولين في الرقة بضرورة تقديم المساعدات، إلا أن المسؤولين يقولون، إن “إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر)” يحول دون ذلك.

ولا يزال إغلاق المعبر مستمراً ويمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال شرقي سوريا.

وتتكرر مناشدات مسؤولي الإدارة والنازحين كي لا يتمّ إقصاء المنطقة من المساعدات الأممية والتي ستكون سهلة التنفيذ في حال تم إعادة فتح المعبر المغلق منذ أكثر من عامين.

وكانت مخيمات شمال شرقي سوريا تعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات الواردة من معبر اليعربية, والذي يعتبر الشريان الرئيسي للمنطقة.

لكن إغلاقه تسبب بتفاقم الوضع الإنساني للمتضررين جرّاء الحرب، بحسب تصريح سابق لشيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية.

ويرى عبد الله الدغيمي (60 عاماً)، نازح من ريف حمص الشرقي، أنه يُفضّل شراء اللوازم الضرورية إن استطاع لسد حاجة العائلة على شراء أي شيء آخر.

وأشار النازح، الذي يسكن في مخيّم الظاهر، أنهم باتوا يتعاملون مع العيد على أنه يوم عادي، كأي يوم يمرّ بهم في المخيّمات، “مليء بالمعاناة والحرمان”.

و”الدغيمي”، أب لعشرة أبناء أكبرهم بعمر الثمانية عشر عاماً، وأقل مبلغ يحتاجه لشراء الثياب لأبنائه هو نصف مليون ليرة سورية، وهو مبلغ بات بعيد المنال ومن الصعب تحصيله منذ وقتٍ طويل، بحسب قوله.

وذكر الرجل الستيني، أن الأجر المادي القليل الذي من الممكن أن يحصل عليه النازحون لقاء العمل في الحقول الزراعية المجاورة لخيامهم يتراوح بين الألفي ليرة سورية والخمسة آلاف وهو “مبلغ قليل لا يكاد يسد أبسط الاحتياجات التي تحتاجها الأسرة”.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمار حيدر