البطيخ البذري بديل زراعة القطن في الرقة

الرقة – عبد اللطيف هلال – NPA
عانى فلاحو الرقة شمال شرقي سوريا، من خسائر كبيرة، في الموسم الماضي نتيجة تدني أسعار القطن وارتفاع تكاليفه، ما اضطرهم للبحث عن بدائل جديدة مناسبة هذا العام فكان البطيخ البذري، أو ما يسميه الأهالي بـ(الجبس البذري) البديل الأمثل، نظراً لقلة تكاليفه، وعدم حاجته للجهد الكبير.
الفلاح نجم محمد الخلف وضح لـ”نورث برس” قائلاً “لجأ الفلاح إلى زراعة الجبس البذري لجملة من الاعتبارات من أهمها، تدني الجدوى الاقتصادية لمحاصيل الذرة الصفراء، والجهد المالي الكبير الذي يتطلبه موسم القطن”.
إضافة إلى قلّة كلفة إنتاج الجبس البذري ومردوده الملائم الذي يتراوح ما بين /1000-500/ كيلوغرام في الهكتار الواحد، وسعر الكيلو منه ما بين/500-450/ ليرة سورية.
ويعد الجبس البذري من المحاصيل التكثيفية (يمكن زراعة ثلاثة محاصيل منها في سنتين)، ويتميز بارتفاع أسعاره وقلة مصاريفه وحاجته لكميات قليلة من المياه.
يقول عيسى الرجب، أحد مزارعي الجبس البذري لـ”نورث برس” إن زراعة الجبس لا تحتاج مجهوداً كبيراً وتكلفة مرتفعة، “كما إننا عانينا كثيراً من زراعة القطن والذرة الصفراء، العام الماضي”.
معظم المساحات التي تزرع بالجبس كانت تزرع في المواسم السابقة بالقمح والشعير.
غياب الجمعيات الفلاحية، وانقطاع دعم الفلاحين بالبذار والسماد، وارتفاع أسعار المحروقات ومستلزمات الإنتاج الزراعي الأخرى، كل هذا أدى إلى تقلص مساحات محاصيل القطن والذرة الصفراء.
كما أن انتشار الدودة القطنية بشكل كثيف العام الماضي، أضر كثيراً بمحصول القطن، بالإضافة إلى موسم الذرة الصفراء التي لاتزال معظمها مخزنة وأسعارها ضئيلة جداً.
بدوره أوضح المهندس الزراعي يونس الإسحاق – صاحب صيدلية زراعية وخان للبذور والأسمدة – لمراسلنا أن زراعة الجبس البذري ليست حديثة العهد و”لكن الشيء المميز هو التوسع في زراعته، أما الجبس الحلو فالإقبال عليه ضعيف جداً”.
من جانبه يبين الفلاح رمضان الحسين أنهم يزرعون الجبس البذري مباشرة بعد حصاد موسم محصول القمح، حيث “نقوم بغمر المساحة المراد زراعتها بالمياه وتترك لعدة أيام، ثم نقوم بعمليات قلب التربة والزراعة وتتيح الرطوبة المختزنة في التربة نمو المحصول، ويتكامل نضجه مع بداية الشهر العاشر”.
مردفاً قوله “ثم نقوم بجمع الجبس وتهيئته في مسارب، وتتم عمليات فصل البذور بآلة خاصة، وبعد تجفيف البذور توضع في أكياس معدة لها، وتباع في الأسواق المحلية”.
يذكر أن زراعة القطن كانت إحدى الزراعات الأساسية التي تشتهر بها الرقة قبل اندلاع الحرب السورية، لكنها شهدت تراجعا كبيراً خلال السنوات الأخيرة نتيجة تدمير عدد من محالج القطن ومصانع الخيوط التي كانت تعتمد على هذه المحالج، الأمر الذي دفع الفلاحين إلى البحث عن بدائل زراعية لاستثمار أراضيهم.