السرافيس البيضاء خارج الخدمة و”تكسي السرفيس” يُثقل كاهل سكان في ريف العاصمة

دمشق – نورث برس

تنتظرُ نور عبد الله (33 عاماً)، اسم مستعار لإحدى قاطنات جديدة عرطوز، في ريف دمشق، بشكلٍ يومي مُدة ساعة إلى السَّاعة والنّصف في كلّ ذهابٍ وإياب باتجاه مدينة دمشق؛ كي تصل بأقل التكاليف الممكنة وتحصل على مقعدٍ في سرفيسٍ لا تتجاوز أُجرتهُ الأربعة آلاف ليرة سورية.

وفي هذا الحال تحتاج “المرأة الثلاثينية”، إلى مبلغ  ما بين300 إلى 500 ألف ليرة شهريَّاً كأجرة لـ”سرفيس التكسي”.

وفي منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، كانت البلاد تتجه للتعتيم دون وجود أيّ رد رسمي أو تبرير من قبل المسؤولين حول أزمة المحروقات، حتى أعلنت وزارة النفط في الحكومة السورية عبر صفحتها الرسمية، أنَّ ناقلتي نفط وصلتا إلى سوريا وسيكون هُناك تحسن تدريجي في وضع المشتقات النفطية، لكن إلى الآن، لا يوجد تحسّن ولا انفراجات في توزيع المازوت للسرافيس ووسائط النقل العامة، بحسب سكان.

وما زادَ سوء حال السكان في دمشق وريفها، هو معاناتهم اليومية مع قلة المواصلات العامة “السرافيس”، والتي امتنعت الجهات الحكومية عن تزويدها بمادة “المازوت”، يومي الجمعة والسبت وأجبرتها على العطلة الرسمية.

ويُشير علي محمد، اسم مستعار لسائق سرفيس على خط صحنايا – دمشق، أنَّ “الكمية المخصّصة من المازوت، لا تكفيه سوى مرتين ذهاباً وإياباً وبالتالي هو يعمل ربع نهار فقط”.

ويؤكد على كلامه سائق آخر يعمل على خط جديدة عرطوز- دمشق، فضل عدم الكشف عن اسمه حيث يقول: “يُلقي المواطنون اللّوم علينا وكأننا سعداء بعملنا منتصف نهار”.

ويُكمل السائق حديثه متذمراً من الوضع الحالي، “نحن أيضاً أصحاب عائلات ولدينا التزامات وخسارتنا خلال يومي الجمعة والسبت كبيرة جداً فعملنا يشبه عمل المياومين، فاليوم الذي نعمل نأكل نحن وعائلاتنا واليوم الذي لا نعمل فيه لا نأكل”.

 وفي ظل انعدام الثقة بخطط الحكومة لحل أزمة المحروقات، التي يعاني منها سائقو السرافيس، عبّر السائقان، عن عدم تفاؤلهما بانفراجات قريبة  في أزمة الوقود.

ومع ذلك يحاول مهند مهنا (25 عاماً)، اسم مستعار لطالب جامعي من القلمون بريف دمشق، أن يصل كراج العباسيين قبل الثانية ظهراً حتى يتمكّن من حجز مقعدٍ له في السرفيس بـ 1500 ليرة ويتجنّب دفع 15000 ألف ليرة في “التكسي السيرفيس”.

أما نهلة محمد (25 عاماً)، وهو اسم مستعار لمقدمة أخبار في إحدى الإذاعات الخاصّة في دمشق، فيتوجب عليها الخروج من منزلها الكائن في ضاحية قدسيا بريف دمشق، في السابعة صباحاً، لتصل بعد ساعة وربع وتُحضّر “نشرتها الإخبارية”.

 تقول” محمد” لنورث برس، “أشعر بالتناقض كصحفيَّة ففي كل يوم أذيعُ أخبار وصول ناقلات النفط ولا أرى انفراجات في النفط والأزمة مستمرة”.

إعداد: دهب محمد  – تحرير: سلمان الحربيّ