السويداء.. نقص الأعلاف وارتفاع ثمنها يضرُّ بمربي الماشية ويلحق خسائر بالقصابين
السويداء- نورث برس
يضطّر محمود المتني (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لمربي ماشية في قرية الكسيب في الريف الشرقي للسويداء، لبيع رؤوس من أغنامه لتأمين ثمن الأعلاف، في ظل قلة الكميات التي يستلمها من المؤسسة العامة للأعلاف في السويداء.
ويخشى مربي الماشية، من انخفاض عدد رؤوس أغنامه، وسط انخفاض أسعارها وحالة الركود في عمليات البيع والشراء.
ويقول المربي، إنه يستلم 10كيلو غرام من النخالة لرأس الغنم الواحد كل شهر أو ثلاثة أشهر من المؤسسة بسعر 850 ليرة سورية للكيلو الواحد، وذلك بعد أن طالبوا المؤسسة العام الماضي برفع المخصصات بعد أن كانت 4 كيلو غرام، وهي في الحالتين “كمية لا تكفي إلا يوماً فقط”.
ولكن تلك الكمية لا يتم توزيعها شهرياً، حيث تتجاوز فترة التوزيع الثلاثة أشهر، بحسب مربي ماشية.
وفي السويداء، يبيع مربو المواشي، مواشيهم بأسعار يقولون، إنها متدنية بسبب قلة كميات الأعلاف التي يستلمونها من المؤسسة وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.
ويتذمّر هؤلاء، من عدم تأمين الحكومة كميات كافية من الأعلاف رغم المطالب المتكررة بذلك، في ظل ندرة المراعي وقلة النباتات العشبية بعد موسم جفاف.
ويصل سعر طن الشعير في الأسواق، لحوالي مليوني وثلاثمئة ألف ليرة، فيما يُباع الطن الواحد من العلف والنخالة بنحو مليون وثلاثمئة ألف سورية.
ويمتلك “المتني” حالياً، 130 رأس من الغنم، بعدما نفق منها حوالي 15 رأساً في آذار/ مارس الفائت، بسبب “سوء التغذية”.
وكان أحمد الحسن(40 عاماً)، وهو اسم مستعار لمربي ماشية في قرية القصر شمال شرقي السويداء، يأمل أن يُعوّض في موسم عيد الأضحى الخسائر التي لحقت به ولكن “بسبب عدم توفر الأعلاف وضعف الشراء بعتها بثمن متدني”.
ويملك “الحسن” حوالي 250 رأس من الغنم، باع عدداً منها بسعر سبعة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد.
ويُشير إلى أنه في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد، “أصبحت عملية البيع صعبة”.
ويطالب “الحسن”، الحكومة بتوفير مخصّصات أكثر لمواشيهم “فالكمية المقدمة 10 كيلوغرام خلال شهر لا تكفي رأس الغنم ليومين”.
وأمام هذا الحال، يقول وضاح أبو عمر، أحد أصحاب الملاحم في السويداء، إن بائعي اللحوم لا يحصلون على ذبائح مُسمّنة، بسبب مشكلة الأعلاف.
ورغم ذلك يبقى الطلب على اللحوم الحمراء، قليل في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد، حيث يشير “أبو عمر”، أن “إقبال السكان على الشراء ضعيف”.
ويشتري “أبو عمر” الكيلوغرام من الخروف من مربي الماشية بسبعة آلاف ليرة، ويبيع الكيلوغرام من لحم الغنم بـ 30 ألف ليرة والكيلوغرام من لحم البقر بـ25 ألف ليرة.
ومنذ شهرين، لم تتمكن وفاء الحمد (40عاماً)، وهو اسم مستعار لسيدة من مدينة السويداء، من شراء اللحوم الحمراء لعائلتها، إذ أن أسعارها “لا تتناسب مع دخلي الذي لا يتجاوز 150 ألف ليرة”.
وتُضيف، “أحزن على أطفالي لأني لا أستطيع إطعامهم اللحم، وعدتهم في هذا العيد أن أصنع لهم الكبة طوال الشهر وأنا أحاول ادخار ثمن كيلو لحمة”.