صعوبات معيشية في مخيمات النزوح بالحسكة جراء تراجع المساعدات الدولية

الحسكة – نورث برس

في مخيم واشوكاني شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، تشكو أسمهان العلي (34 عاماً) من تراجع كمية المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، كما أن المساعدات الموجودة حالياً لا تسدّ حاجة النازحين لأكثر من أسبوع.

وقبل ثلاث سنوات، نزحت “العلي” من قريتها الريحانية شمالي بلدة تل تمر شمال الحسكة، بعد أن سيطرت عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها.

وأثّر ذلك على الحالة المعيشية لأسرة السيدة الثلاثينية، لأنه ليس لديها القدرة على شراء المواد من خارج المخيم، إضافة لغياب فرص العمل للكثير من العائلات التي تفتقر إلى معيل.

وتحصل العائلات، باختلاف عدد أفرادها، على سلة غذائية واحدة كل شهر غالباً، في حين أن مواد التنظيف لم يستلموها منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى عدم توزيع مراوح ووسائل تبريد حتى الآن مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتتحسر” العلي” بعد ما آل إليه حالها في المخيم، “نعيش في ظروف صعبة، منذ ستة أشهر، هناك تراجع في كمية المساعدات المقدمة”.

وتضيف، بينما كانت واقفة أمام خيمتها، “أسرتي مؤلفة من ثمانية أشخاص، السلة الغذائية الواحدة لا تكفينا، كما أن أغلب موادها غير صالحة للاستهلاك مثل الرز والبرغل”.

ويضمّ مخيم واشوكاني نحو 2500 عائلة من مدينة سري كانيه (رأس العين) وأرياف بلدتي تل تمر وأبو راسين، وفقاً لإحصائية إدارة المخيم.

ورغم الضخامة السكانية في هذا المخيم، إلا أنه يعاني من “تهميش” من قبل المنظمات الدولية، إذ يعدُّ “غير شرعياً”، وفقاً لما أفادت به إدارة المخيم لنورث برس.

وفي تصريح سابق لستير رشك، وهي إدارية في المخيم، قالت فيه إن “حكومة دمشق تعتبر المخيم غير شرعي وتمنع المنظمات المرخصة من قبلها العمل في المخيم”.

وفي وقتٍ سابق صرَّح مسؤولين في الإدارة الذاتية، لنورث برس، بوجود منظمات قامت قبل عدة أشهر بقطع التمويل بشكل كبير عن المخيم، وإيلاء الأهمية عوضاً عنه لمتضرري الحرب في أوكرانيا.

ويحدث هذا في ظلّ استمرار إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) مع الحدود العراقية، والذي أثّر سلباً على دخول المساعدات الإنسانية لشمال شرقي سوريا.

وتتكرر المناشدات في مناطق شمال شرقي سوريا كي لا يتم إقصاؤها من المساعدات الأممية والتي ستكون سهلة التنفيذ في حال تم إعادة فتح المعبر.

وتؤكد سلوى أحمد الرئيسة المشاركة للمخيم، أنها قبل عدة أشهر، أخبرت مندوبي المنظمات الإنسانية الدولية الموجودة، عن قطع الكثير من الخدمات المقدمة للمخيمات بسبب إيلاء الأهمية للفارّين من أوكرانيا عقب الهجوم الروسي.

وتشير إلى أن ما تبقى من المنظمات التي تعمل حالياً ضمن المخيم تقدّم “إمكانات محدودة”.


وتلفت “الإدارية” النظر، إلى وجود نواقص كثيرة مثل عدم توفر المراوح ووسائل التبريد، كما أن بعض الخيم لم تتغير منذ ثلاث سنوات، وهذا يزيد من معاناة النازحين، مما يضطرهم للجلوس في ظلها نهاراً هرباً من حرارتها في الداخل.

“وضعنا تحت الصفر”

وأمام هذا الواقع، يصف النازحون وضعهم خلال الصيف، ضمن خيام تحت درجات عالية من الحرارة دون وسائل تبريد بـ “السيء جداً”.

تقول نورا محمود (56 عاماً)، وهي تجلس أمام خيمتها والتي تحوي ثمانية أشخاص “ينقصنا كل شيء، أكثر الأيام لا نجد كسرة خبز وهذا الأمر ينطبق على الكثير من سكان المخيم”، وتضيف بيأس: “وضعنا تحت الصفر”.

وكانت “محمود” قد نزحت من ريف سري كانيه قبل ثلاث سنوات وبقيت بلا معيل بعدما تزوج أولادها الخمسة، لينتهي بها الأمر في خيمة واحدة مع بناتها السبعة.

وبعد أن انتهت من ملء وعاءها بالماء من أحد الخزانات القريبة، تشرح السيدة الخمسينية أوضاعها ضمن المخيم، “لا يوجد لدينا مراوح وبراد”.

وبمقربة منها وسط شارع رئيسي ضمن مخيم واشوكاني، يشكو بدوره الشاب أحمد محمد، الذي ينحدر من قرية العريشة جنوب مدينة سري كانيه، من تأخر توزيع المساعدات عليهم، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها.

ويُضيف الشاب وهو معيل لخمسة أفراد: “ضعف المساعدات يؤثر على وضعنا المعيشي كثيراً، كون أغلب سكان المخيم عاطلون عن العمل ونعتمد بشكل رئيسي على هذه المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية”.

ويطالب “محمد” أسوة بغيره من سكان المخيم، بزيادة الدعم لهم في ظل انعدام إمكاناتهم.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: سوزدار محمد