عدم الاستقرار في درعا حالَ عائقاً أمام تطوير السُّكان لمشاريعهم

درعا – نورث برس

اضطر سامر العمري (46 عاماً)، صاحب أحد متاجر بيع المواد الغذائية في مدينة درعا، لنقل متجره إلى الريف الشرقي مرات عدة، نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية بعد عدة معارك شهدتها مدينة درعا، باحثاً عن مكان آمن يُمارس تجارته.

يقول  الأربعينيّ، إنَّ “متجري في الوقت الحالي يُعتبر متواضعاً مقارنةً بما كان عليه قبل عام 2011”.

وتشهد مدينة درعا منذ أن دخلت القوات الحكومية إليها في صيف عام 2018، حالةً من عدم الاستقرار، حيث شكلت عائقاً كبيراً أمام السكان في تطوير مشاريعهم وأعمالهم وإعادة ترميم منازلهم.

ويضيف: “عدتُ إلى المدينة بعد دخول القوات الحكومية، ورممّت متجري من جديد، لكن المعركة الأخيرة التي شهدتها مدينة درعا قبل عشرة أشهر تقريباً، سببت لي خسائر كبيرة”.

واستهداف متجر “العمري” بصاروخ من قبل عناصر القوات الحكومية، ما أدى لتلف كميات كبيرة من البضاعة نتيجة انقطاع الكهرباء لأكثر من أربعين يوماً.

وبالرغم من الوعود التي أطلقها ضباط القوات الحكومية والروس، إلا أن الثقة انتهت عند “العمري”، فقرر عدم ترميم متجره والاكتفاء بمتجر متواضع في أحد المحلات الصغيرة القريبة من منزله، تحسباً لأي تغيّر قد يطرأ.

وتعيشُ محافظة درعا، حالةً من عدم الاستقرار وفلتاناً أمنياً بات ملحوظاً لدى الجميع، وتشهد بشكل يومي تقريباً عملية قتل واحدة أو أكثر، بحسب ما قاله منذر محمود، وهو اسم مستعار لأحد أعضاء اللجنة المركزية للمصالحة في درعا.

وأضاف “محمود”، أنَّ المحافظة لم تشهد هذا الفلتان وهذا العدد الكبير من عمليات القتل قبل دخول القوات الحكومية إليها، بالرغم من وجود العديد من الفصائل التابعة للمعارضة في أرجاء المحافظة.

وقال “محمود”، إنَّ ما يتم تداوله في الشارع بين السكان هذه الأيَّام هو عبارة عن توقعات ومخاوف من أن يتكرر سيناريو الصيف الماضي، حيث شهدت المنطقة عملية عسكرية.

 ويستبعد العضو في اللجنة المركزية للمصالحة، وجود عمليات عسكرية في المنطقة في الوقت الحالي، “حيث أنه لا مفاوضات بين ضباط القوات الحكومية وأعضاء اللجنة المركزية حالياً”.

ويشتكي مؤمن الفشتكي، (37 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد العاملين في مجال النجارة بمدينة درعا، من توقف عمله، بسبب الضربات المتقطعة على المنطقة.

ودفع غياب الاستقرار، سكان درعا إلى العزوف عن ترميم منازلهم، وتوقف العمل بشكل شبه كلّي منذ أشهر، بحسب “الفشتكي”.

وشدد على أنه بعد انتهاء المعركة الأخيرة التي جرت العام الماضي، وحاصرت فيها القوات الحكومية أحياء درعا البلد، إضافة لاستهدافها بمئات الصواريخ، توجه السكان إلى ترميم أجزاء مهمة من منازلهم (النوافذ والأبواب)، تخوفاً من عمليات عسكرية جديدة.

وبعد المعارك الأخيرة، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصّعبة التي يمر فيها سكان المنطقة، اضطر أصحاب مهن (النجارة والحدادة وتصنيع الألمنيوم)، للتوجه إلى تغيير مصالحهم بسبب توقف العمل، بحسب “الفشتكي”.

إعداد : مؤيد الأشقر   – تحرير: سلمان الحربيّ