عودة الحركة الاقتصادية لحي السيدة زينب الدمشقي مع استقرار الأوضاع الأمنية
دمشق – سام الاحمد – NPA
عادت بلدة السيدة زينب للواجهة السياحية من جديد كأحد أهم المعالم السياحية في سوريا. فالبلدة التي تقع جنوبي العاصمة دمشق تعتبر أهم المقاصد للسياحة الدينية، ليس على مستوى سورية فحسب بل على مستوى الشرق الأوسط.
وجود ضريح السيدة زينب، بنت علي بن أبي طالب وابنة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد(ص)، جعل لهذه البلدة رمزية تصل لحد القداسة لدى الكثير من الطوائف الإسلامية، لاسيما الطائفة الشيعية التي انخرط أبناؤها بالقتال دفاعاً عن هذا المكان من هجمات المعارضة المسلحة، حسب قولهم، وذلك منذ بداية الحراك المسلح في ريف دمشق في صيف العام 2012.
قتال استمر لسنوات أسفر عن انسحاب المعارضة المسلحة من أرياف دمشق في شتاء 2018، لتصبح البلدة خارج دائرة المعارك والاشتباكات.
خروج السيدة زينب من رحم الحرب وعودة الاستقرار النسبي وفتح الطرقات الواصلة إليها من مدينة دمشق ومن مطارها المدني، كان بمثابة صافرة البداية لانطلاق الحركة السياحية وعودة الزائرين من كافة دول الجوار، لاسيما من إيران والعراق ولبنان والكويت.
زهراء الموسوي، زائرة من لبنان، تقول لـ”نورث برس” إنها لم تزر مقام السيدة زينب منذ بداية الأحداث السورية، نظراً لـ”الأوضاع المتردية التي كانت سائدة”، لافتة إلى أن عودتها لسوريا وزيارة “المقام المقدس” كان أشبه بالحلم الذي حلمت بتحقيقه طوال هذه السنوات.
كذلك يقول جاسم الملا، زائر من العراق، إن زيارته لسوريا عموماً والسيدة زينب خصوصاً ستكون بشكل دوري ودائم، مشيراً إلى أنه إضافة للأهداف الدينية من زيارته فهي تحمل أهدافاً سياحية وتجارية أيضاً، وهي التي توقفت منذ نحو سبع سنوات تقريباً، على حد قوله.
أما علي أصغر يزدي، زائر من إيران، فيعتبر أن التضحيات الإيرانية ووقوف الجمهورية الإسلامية مع سوريا، كان له بالغ الأثر في حماية السيدة زينب ومقامها الشريف وغيرها من المناطق السورية، حسب قوله.
الحركة النشطة والازدحام داخل المقام الديني، وفي الشوارع المحيطة به، أدى لازدهار حركة السوق في السيدة زينب؛ فالمحال التجارية أعادت افتتاح أبوابها والبضائع بشتى أنواعها وأصنافها وجدت طريقها إلى هذه المحال والأسواق.
فوجود الزوار من دول الجوار، وحتى من المناطق السورية المختلفة، كان له انعكاسه الإيجابي على أصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية في السيدة زينب سواءً في حركة البيع والشراء أو في حركة الفنادق والمطاعم وغيرها من الخدمات السياحية.
أبو أحمد الذي يعمل في مجال صناعة الحلويات الشامية عاد لافتتاح محله التجاري الكائن بالطرف الشرقي للمقام؛ الرجل الخمسيني الذي غادر منطقة السيدة زينب إلى تركيا مع بداية الأحداث السورية فضل العودة والعمل في مهنته وفي المكان الذي اعتاده منذ أكثر من ثلاثين عاما.
“العمل وحركة البيع يعودان تدريجياً” كما يقول أبو أحمد آملاً أن تشهد نشاطاً أكبر كما كانت قبيل اندلاع الأزمة السورية.