حماة – سام الأحمد – NPA
يحاول أهالي ريف حماة الشمالي جني محاصيلهم والعناية بالمزروعات لاسيما الخضار والفواكه الصيفية, بالتزامن مع فترة الهدوء النسبي وانحسار موجات القصف والاقتتال بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة.
أبو عمر من أهالي قرية الروضة أوضح لـ”نورث برس” بأن وقف القصف والاستهداف المتبادل بين الطرفين – بشكل جزئي – أتاح له الفرصة لحصاد محصول القمح بعد صبر وانتظار وقلق من تعرضه للتلف أو الحرق بفعل القصف والمعارك.
فترة الهدوء النسبي التي سادت لم يكتب لها الاستمرار طويلاً، فأصوات القصف وهدير الطائرات ودوي المدافع عادت لمسامع القاطنين في هذه المناطق، والتي باتت ساحة لمعارك ضارية بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة.
الحظ الذي حالف أبو عمر, لم يحالف أبو أحمد من سكان قرية حيالين؛ فموسم الخضار لديه تعرض للتلف نظراً لضرر قساطل المياه التي تروي حقله جراء القصف؛ فلم يتمكن أبو أحمد من الوصول لأرضه التي تقع أجزاء كبيرة منها ضمن مناطق الاشتباكات للعناية بزرعه.
تلك الاشتباكات كانت كفيلة في رسم نمط الحياة في قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، قرى باتت تعتبر فترات الهدوء الحذر مناسبة لإنجاز الأعمال الحياتية التي لا تقتصر على الزراعة، حتى المحال التجارية والورش الصناعية تنتعش في فترات الهدوء، وتغلق أبوابها في ذروة الاشتباكات.
فـ (جلمة وحيالين والروضة وشيزر) وغيرها من بلدات وقرى ريف حماة الشمالي تضبط إيقاع الحياة فيها على أصوات القصف المتبادل وحدة المعارك التي تتصاعد وتيرتها حيناً وتهدأ حيناً آخر.
فلا مواقيت ولا مواعيد لاشتداد المعارك وانحسارها بالنسبة للأهالي القاطنين في هذه المناطق، الذين باتوا يعولون على الهدوء – وإن قصرت مدته – في إنجاز أعمالهم وتدبير أمور معيشتهم.
معارك بدأت قبل أكثر من شهر مع بدء الهجوم الواسع الذي شنته قوات الحكومة السورية بدعم روسي على مواقع الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب.