ديرك- نورث برس
خليل إسماعيل (56عاماً)، من سكان باني شكفتي التابعة لمنطقة كوجرات بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، انتهى الأمر بأرضه والبالغة مساحتها أربعة هكتارات أن تصبح مرعى للأغنام بدل أن يحصد محصوله من القمح البعلي.
ويقدر المزارع خسارته للهكتار الواحد بـ 200 ألف ليرة سورية، من تكلفة شراء للبذار والسماد وحراثة الأرض، رغم أنه ضمّن الهكتار بـ50 ألف ليرة سورية لمربي ماشية من منطقته، وبذلك تختلف الخسائر من مزارع لآخر.
وتفاوت إنتاج الأراضي البعلية لهذا الموسم في منطقة ديرك التي تعتبر أراضيها الأكثر خصوبة في الجزيرة السورية، ونسبة الأمطار فيها تكون أفضل من الأرياف الجنوبية للجزيرة.
ويقول مزارعون إن إنتاج الهكتار الواحد في بعض الأراضي البعلية المزروعة بالقمح وصل إلى 14 كيس (جوال), في حين وصل إنتاج الهكتار إلى سبعة أو عشرة أكياس في بعض القرى.
أما الأراضي التي لم يتم رشها بالأسمدة والمبيدات والتي اعتمدت على الأمطار فقط، لم يتجاوز إنتاج الهكتار ثلاثة أكياس، بحسب قولهم.
أما في منطقة الكوجرات بديرك باتت معظم الأراضي البعلية المزروعة بالقمح والشعير مرعى للأغنام.
يفكر جدياً “إسماعيل” بعدم المغامرة بزراعة أرضه في الموسم القادم، لأن الجفاف وقلة الأمطار للعام الثاني على التوالي تسببت له بخسائر.
وللموسم الثاني على التوالي تواجه منطقة شمال شرقي سوريا تحديات للأمن الغذائي بسبب تدني إنتاج القمح، رغم أنها توصف بسلة سوريا الغذائية.
وتشمل التحديات توفير مخزون كاف للطحين اللازم لإنتاج الخبز وكميات كافية من بذار الزراعة للموسم القادم.

15 ألف طن حتى الآن
وتشير إحصائيات شركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك إلى أن كميات القمح في مراكز الاستلام بلغت 15 ألف طن حتى الآن.
ويقول شفان دلي، الرئيس المشارك للشركة إنهم خصصوا ثلاثة مراكز لاستلام القمح في منطقة ديرك، (مركز في المدينة وواحد في قرية بروج وآخر في قرية تل علو بريف المدينة).
فيما خصصت الشركة مركزاً في منطقة تل كوجر بريف ديرك لشراء مادة الشعير، ولكن إلى الآن لا يوجد توريد للمادة، بحسب “دلي”.
وفي الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بدأت عملية استلام المادتين من المزارعين، في جميع المراكز المخصصة لاستلام القمح والشعير في ديرك.
ويشير “دلي” إلى أن إنتاج الأراضي البعلية “ضعيف” بشكل عام وتختلف النسبة من منطقة لأخرى حسب مستوى الهطولات المطرية، كما أن مساحتها قليلة هذا العام.
وبالنسبة للأراضي المروية، يتوقع “دلي” أن يكون إنتاجها أكثر من العام الفائت لأن مساحتها أكثر من الموسم الماضي.
وفي قرية تل تمر بريف ديرك، وصل إنتاج أرض خليل القفطان (62 عاماً)، البالغ مساحتها 70 دونماً والمزروعة بالقمح البعلي إلى طن و580 كغ، حيث رشها بأسمدة ومبيدات، ويعتبر ذلك “جيداً” مقارنة مع الأراضي التي لم تنتج شيئاً.
أما بالنسبة لأرضه المروية البالغ مساحتها 195 دونماً من القمح المروي فأنتجت 130 كيساً.
“ربح زهيد”
ويقول “القفطان” وهو مزارع وتاجر تبن، إنه قد يحصل على “ربح زهيد”، مقارنة مع تكاليف الزراعة من مازوت وسماد وحراثة.
ويشير إلى أنه يشتري الكيلوغرام من التبن من المزارعين بـ 350 ليرة سورية، فيما يبيعها لمربي الماشية ما بين 500 إلى 525 ليرة سورية، وتتراوح أجرة عمال تعبئة التبن ما بين 800 إلى ألف ليرة سورية للكيس الواحد، بينما تبلغ أجرة عمال التحميل 400 ليرة سورية للكيس.
ولا يتوفر إنتاج التبن لمعظم الأراضي البعلية في منطقة تل كوجر التي ضمنها أصحابها لمربي ماشية.
ويتوقع نزار حاجي، الذي بدأ بحصاد محصوله من القمح المروي قبل عدة أيام، أن يصل إنتاج أرضه ما بين 35 إلى 40 كيساً من مساحة 50 دونم.
ويشتكي “حاجي” وهو مزارع من قرية عين ديوار بريف ديرك من ارتفاع تكاليف الزراعة، حيث سقى أرضه خمس مرات بهدف زيادة إنتاجه، مما زاد عليه تكاليف أجرة عمال الري والمازوت، وبالتالي انخفاض أرباحه.
وبالمقابل، يعمل أصحاب الحصادات بسعرأقل من الذي حددته الإدارة الذاتية بسبب قلة الإنتاج ووجود عدد كبير من الحصادات في المنطقة.
وحددت الإدارة الذاتية 200 ألف ليرة سورية لحصاد الهكتار الواحد من الأراضي المروية، لكنها لم تحدد سعر حصاد الأراضي البعلية, حسب مسؤول في قسم الزراعة.
ويرى مصطي عبدي وهو صاحب حصادة من مدينة عامودا ويعمل في منطقة ديرك أن ذلك السعر “مغري بالنسبة لنا ولكن بسبب قلة الإنتاج نعمل بسعر أقل”.
وتصل أجرة حصاد الهكتار الواحد لحوالي 90 ألف ليرة سورية للأراضي البعلية، ولكنها غير ثابتة، حيث يتحدد ذلك بناء على اتفاق بين المزارع وصاحب الحصادة.