تجارٌ وصناعيون في منبج يمتنعون عن شراء بضائع جديدة بسبب التهديدات التركية
منبج – نورث برس
لا يزال عبد الفتاح محمد (50 عاماً)، صاحب معمل لصناعة المقبلات شمال مدينة منبج، متوقفاً عن العمل منذ أن أعلنت تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية على منبج.
ومع بدء التهديدات التركية توقف “محمد” وهو نازح من مدينة إدلب عن تشغيل الآلات وحملها في شاحنات تمهيداً لنقلها لمدينة الرقة أو الطبقة في حال نفذت تركيا ما تتوعد به.
ويخشى صاحب المعمل من إعادة تركيب الآلات وعدم التمكن من نقلها في حال بدأت تركيا عمليتها العسكرية رفقة الفصائل المسلحة الموالية لها، وخسارة ثمنها الذي يصل لنحو 500 ألف دولار أميركي، بحسب قوله.
ومنذ عدة أسابيع، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن عملية عسكرية جديدة في مناطق بالشمال السوري، لاستكمال ما سمّاه بـ”المنطقة الآمنة”، وحدد منبج وتل رفعت هدفاً للعملية.
وبعد تلك التهديدات، عمد تجار وصناعيون في منبج لتسويق بضائعهم المتواجدة ضمن مستودعاتهم بأسعار مخفضة دون أرباح، تخوفاً من النزوح وخسارة أموالهم.
ويمتنع آخرون عن شراء بضائع جديدة وتخزينها، كون حركة الأسواق “شبه معدومة”، خشية خسارتها في حال نفذت تركيا عمليتها.
وقصد “محمد” لحظة نزوحه من مدينة إدلب بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، مدينة منبج، “كونها تعتبر آمنة إضافة للتسهيلات الكثيرة للاستثمار فيها، لكن التهديدات جعلت المدينة غير مستقرة”.
ومنذ بدء التهديدات تعيش المدينة حالة من الخوف والذعر تنتاب السكان، إضافة لغياب الراحة النفسية الذي أثر بشكل كبير على الأسواق والحركة التجارية، بسبب التخوف من النزوح وترك السكان لمنازلهم.
هذا الحال دفع سمير حزواني (42 عاماً)، إلى تقليص رأس المال الذي خصصه للتجارة إلى ما دون النصف، أي بأرباح تسد احتياجات منزله اليومية فقط، على عكس العمل قبل التهديدات التركية.
ويعمل “حزواني” في تجارة المواد الغذائية منذ 18 عاماً في حلب، حيث انتقل لمدينة منبج عقب الحرب الدائرة في حلب بين فصائل المعارضة وقوات الحكومة السورية.
وتعرض التاجر في عام 2016 أثناء معارك طرد تنظيم “داعش” من منبج، لخسارة نحو ألف دولار أميركي بعد سرقة عناصر التنظيم بضائع من مستودعاته واستهلاكها أثناء الحصار المفروض عليهم رفقة عائلاتهم بالمدينة، وفقاً لما يذكره لنورث برس.
ويصف “حزواني” بلهجته المحلية خسارته السابقة بالقول: “ماني مستعد أخسر مالي وبضائعي مرة ثانية، وفي حال شنت تركيا حرب سأغادر المدينة فوراً لحماية عائلتي وأطفالي”.
ويبلغ عدد المعامل في مدينة منبج وريفها، 720 معملاً تختلف بين معامل للمواد غذائية والحلويات والأدوية وصهر الحديد والمنظفات وصناعة الأعلاف، بحسب مديرية الصناعة بمنبج.
وبحسب الإحصائية المسجلة لدى غرفة التجارة في منبج، بلغ عدد التجار في المدينة 375 تاجراً، منهم 200 تاجر مواد غذائية، ومائة تاجر مواد بناء، و75 تاجر محاصيل زراعية.
وفي هذه الأثناء، يطالب حسن سليمان (40 عاماً)، وهو صاحب مطعم لتوزيع اللحوم في منبج، الأمم المتحدة والدول الفاعلة بالملف السوري، الأخذ بعين الاعتبار خطر التهديدات التركية على السكان والآثار السلبية التي سيكون ضررها على السكان والنازحين، وإثبات موقف يكبح هذه التهديدات.