نازحون في مخيم بمنبج قلقون من توقف المساعدات بعد التهديدات التركية
منبج – نورث برس
لا يعلم محمد عماد (40 عاماً) وهو نازح يسكن في مخيم منبج الشرقي الجديد، كيف سيؤمن ما تحتاجه عائلته المكونة من 13 فرداً، في حال شنت تركيا هجوماً جديداً على المنطقة وتوقفت المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات.
ويعتمد النازح الذي ينحدر من منطقة دير حافر شرقي حلب، على المساعدات الإنسانية “القليلة” لتدبر أمور معيشة عائلته.
ويتخوف النازحون في مخيمات منبج، من خطر إيقاف المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة عملها وتوقف الدعم المقدم لهم، في حال نفذت تركيا ما تتوعد به، وذلك كما حدث أثناء الهجوم التركي على منطقتي سري كانيه وتل أبيض عام 2019
وبداية هذا الشهر، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.
وتضم منبج، المخيم الشرقي الجديد، جنوب شرقي المدينة وتسكنه 625 عائلة بعدد 3395 شخصاً من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الشرقي، إضافة إلى المخيم الشرقي القديم الذي يضم 387 عائلة بعدد 1795 شخصاً.

بينما يقطن في المخيمات العشوائية، 1935 عائلة بعدد 9786 شخصاً من ذات المناطق، وفقاً لإدارة المخيمات في الإدارة المدنية في منبج.
وكل هؤلاء معرضون أن يفقدوا حصتهم الغذائية التي يعتمدون عليها في معيشتهم.
“أوضاعنا سيئة للغاية”
يقول “عماد” إن أوضاعهم ضمن المخيم “سيئة للغاية”، في ظل الدعم القليل من المنظمات الإنسانية والذي يقتصر على سلة غذائية تتناسب مع عدد أفراد العائلة بمدة تصل لشهرين كل مرة “ولا تكفي لسد حاجة العائلة كل هذه المدة”.
ولا يخفي الرجل الأربعيني مخاوفه من أن يخسر حتى تلك السلة الغذائية بسبب التصعيد التركي والتهديدات المتواصلة للمنطقة.
ويصف معاناتهم ضمن المخيم، مع ارتفاع درجة الحرارة وخصوصاً فترة الظهر، “تتحول الخيمة لشبه كرة نار لا يمكن البقاء داخلها وتحمل الحرارة”.
ويطالب النازحون في مخيمات منبج، الأمم المتحدة بإيقاف التهديدات التركية على المنطقة وتجنيبهم “ويلات الحرب” التي ذاقوا مرارتها ببداية الحرب السورية.
وبحسب نازحين في مخيم منبج الشرقي الجديد، فإنه مع بدء ارتفاع درجات الحرارة تزداد احتياجاتهم للمياه ووسائل التبريد، وهذا العام “لم يتم توزيعها حتى الآن”.
وعلى الطرف الآخر من المخيم، يتفقد علي الخالد (22 عاماً)، وهو نازح من دير حافر، أوضاع خيمته وسقاية بعض الزهور المزروعة في فناءها، والتي يعتبرها ملجأه الوحيد بعد أن ترك منزله منذ ثلاث سنوات والنصف.
وينتاب الشاب مشاعر القلق والخوف كحال باقي النازحين في المخيم، من انقطاع المساعدات عنهم وإجبارهم على نزوح جديد في حال حصول أي هجوم تركي على المدينة.
ويتساءل “الخالد” بلهجته المحلية، “وين بدنا نروح مو طالع بالأيد شي، ما في مكان آمن ننزح عليه، وجدنا الأمان واستقرينا بالمنطقة”.
مخاوف من النزوح
ومنذ عام 2017، نزح غالبية سكان منطقتي مسكنة ودير حافر الواقعتين بريف حلب الشرقي والجنوبي الشرقي بعد سيطرة قوات الحكومة السورية عليها، على خلفية معارك خاضتها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها.
وبينما كان يجلس أمام خيمته هرباً من الحرارة داخلها، يقول “الخالد” إنه “بالرغم من المساعدات القليلة لكنها تبقى مقبولة نوعاً ما”.
ولكنه يعود ويضيف، بينما يمسح العرق الذي يتصبب من جبينه، “المنظمات العاملة في المنطقة لم توزع دعماً يقي النازحين من حرارة الصيف الذي يعتبر أشد قسوة هذا العام”.
وفي ذات المخيم، يقول عبد الرزاق مصطفى (48 عاماً)، وهو نازح من مسكنة، إن المساعدات المقدمة من المنظمات العاملة تكون مدتها شهرين، بينما لا تكفي في الحقيقة سوى لعشرين يوماً، حيث يتدبر احتياجات باقي الأيام بالاستدانة من المحال المتواجدة داخل المخيم.
ويعيل “مصطفى” تسعة أطفال رفقة زوجته من خلال عمله في نقل الخضار من الأسواق إلى التجار بمدينة منبج، لقاء أجور “زهيدة” لا تغطي احتياجات عائلته.
ويخشى هو الآخر أن يبقى بلا مساعدات ويضطر لعيش تجربة النزوح مرة أخرى في حال نفذت تركيا عمليتها العسكرية.