نازحون من عفرين وإدلب في تل رفعت يتخوفون من موجة نزوح جديدة

ريف حلب الشمالي- نورث برس

شعور القلق لا يفارق سميحة العرابي (51 عاماً) وهي نازحة من قرية تلعادة بمنطقة حارم التابعة لريف إدلب، منذ أن أعلنت تركيا عن نيتها بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق بالشمال السوري، إذ تخشى من النزوح للمرة الثالثة.

تسكن السيدة الخمسينية في بلدة تل رفعت مع أحد عشر فردأ من عائلتها في منزل بالكاد يسعهم ولكنها تفضل هذا الوضع على أن تنزح مرة أخرى.

تضيف “العرابي” بلهجتها المحلية: “والله العظيم تعبنا، حاجتنا نزوح، لا نريد سوى السلام على الأراضي السورية وخروج تركيا منها وأن نعود إلى منازلنا “.

ويسود القلق بين سكان ونازحي عفرين وإدلب المقيمين في تل رفعت بعد التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية جديدة برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها على البلدة منذ بداية هذا الشهر.

ومنذ بداية التهديدات التركية، أصبحت ذكريات النزوح السابقة تراود مخيلة جميع النازحين في البلدة، وخاصة أن البعض ذاق مرارتها أكثر من مرة.

ونزحت “العرابي” برفقة عائلتها عام 2013 إلى قرية ديوان فوقاني التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين، إثر المعارك التي شهدتها منطقتها بين الفصائل المسلحة الموالية لتركيا والقوات الحكومية.

وأثناء العملية العسكرية التركية ضد عفرين عام 2018، اضطرت الخمسينية مرة أخرى للنزوح مع سكان عفرين إلى مناطق بريف حلب الشمالي، لتستقر في تل رفعت.

“إلى أين نلجأ؟”

ويعيش في بلدة تل رفعت، 3692 عائلة من نازحي عفرين بعدد أفراد يصل إلى 14783 شخصاً، إضافة إلى 35 عائلة نازحة من مدينة إدلب، كانوا قد نزحوا مع سكان عفرين عام 2018، بحسب إحصائية الإدارة الذاتية لإقليم عفرين والعاملة حالياً بمناطق ريف حلب الشمالي.

فيما تضم البلدة 630 عائلة من سكان تل رفعت الأصليين ويصل عدد أفرادها إلى نحو ثلاثة آلاف شخص، بحسب المصدر ذاته.

وكانت العملية العسكرية التركية على عفرين قد تسببت بنزوح نحو 300 ألف شخص من المنطقة، استقر قسم منهم في  مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

بينما لجأ آخرون للسكن في مدن بشمال شرقي سوريا، وهاجر آخرون خارج البلاد.

لا تزال تعاني زينب عثمان (60 عاماً)، المقيمة في تل رفعت وهي نازحة من قرية قنطرة التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين، من صدمة وخوف  نتيجة قصف القوات التركية، صباح يوم الجمعة الماضي، لمنزلها الذي تسكنه مع عائلتها.

القصف المتكرر الذي يستهدف البلدة يثير مخاوف السيدة فتقول: “إلى أين نلجأ في حال هاجمت تل رفعت؟”.

والجمعة الماضي، قال مصدر عسكري لنورث برس، إن القوات التركية استهدفت البلدة بقذيفتين مدفعيتين من قاعدتها العسكرية في بلدة مارع شمالي حلب.

“نعيش في قلق مستمر”

تخشى “عثمان” بعد سماع أي صوت أن تفقد فرداً آخر من عائلتها خاصةً أنها فقدت ابنها الذي كان يعمل ضمن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” أثناء العملية العسكرية التركية على عفرين.

تقول النازحة بنبرة لا تخلو من الغضب، “لو تدعنا تركيا وشأننا فنحن بألف خير، لكنها تحارب كل كردي موجود في أي بقعة كانت، رغم أننا لم نعتدي على حدودها ” متمنية العودة لمنزلها في عفرين التي لا تبعد عنها سوى بضعة كيلومترات.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، تكثف القوات التّركية قصفها لقرى ريف حلب الشّمالي، وتستهدفها بشكل شبه يومي تقريباً.

يزيد ذلك في الوقت نفسه مخاوف أمينة عبد الرزاق (54 عاماً) التي تسكن في تل رفعت بعد أن نزحت من قرية تلعادة التابعة لمدينة إدلب.

وتأمل هي الأخرى أن لا يحصل ما تهدد به أنقرة قائلة: “لا مكان نرحل إليه بعد الآن، لا نستطيع النوم عند المساء من أصوات القصف على البلدة ومحيطها، نعيش في قلق مستمر”.

وتقول السيدة عن المنطقة الآمنة التي تخطط تركيا بإنشائها على حدودها مع سوريا، “لولا تركيا نحن بأمان والشعب السوري بخير لولا التدخلات الخارجية”.

إعداد: فايا ميلاد- تحرير: سوزدار محمد