مستودعات ومخازن بيع المواد الغذائية بكوباني تخفض كميات البضائع بعد التهديدات التركية
كوباني- نورث برس
يتجنب إسماعيل صالح (40 عاماً)، صاحب مخزن مواد غذائية في كوباني، شمالي سوريا، تخزين كميات المواد لديه كما كان يخزنها سابقاً، خوفاً من خسارتها بسبب التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على المنطقة.
ويملك الرجل مخزناً لشراء وتخزين المواد الغذائية وتوزيعها على المحال التجارية المنتشرة في الأحياء، لكنه خفض مؤخراً نسبة تخزين المواد من قيمة 30 ألف دولار أميركي، لنحو خمسة آلاف دولار فقط، على حد قوله.
وبعد أن لوحت أنقرة بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق بالشمال السوري، عمد أصحاب محال تجارية ومستودعات ومخازن لبيع المواد الغذائية في مدينة كوباني، لتخفيض كميات البضائع المخزنة لديهم، خوفاً من النزوح وخسارة رؤوس أموالهم.

انخفاض نسبة الشراء
ويقول “صالح” إن حركة البيع والشراء في مخزنه تراجعت بشكل كبير عقب التهديدات التركية الأخيرة، “قبل ذلك كانت الحركة التجارية نشطة بشكل جيد، والسكان يترددون لشراء البضائع بكميات كبيرة”.
ويشير إلى أن أغلب أصحاب المحال يعتمدون حالياً على بيع المشروبات الغازية والمواد الغذائية الأساسية المطلوبة بشكل يومي وتجنب تخزين مواد بأسعار باهظة، مع عدم وجود استقرار في المنطقة يجعل الحركة اعتيادية كما كانت سابقاً.
ومنذ عدة أسابيع، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن عملية عسكرية جديدة في مناطق بالشمال السوري، لاستكمال ما سمّاه بـ”المنطقة الآمنة”.
وقبل هذه التصريحات، كانت المستودعات والمخازن في كوباني تخزن بشكل يومي نحو 7 أطنان من السكر، بحسب تجار.
وانخفض التخزين حالياً لنحو طن واحد فقط، بينما انخفضت قيمة البيع لنحو مئة دولار أميركي والتي كانت تصل لنحو ألف دولار، كقيمة إجمالية لنسبة البيع اليومي في المحال التجارية، بحسب ذات المصدر.
أما بالنسبة لعدد الزبائن اليومي لمحال البيع بالمفرق فقد انخفض من 20 زبوناً إلى أربعة زبائن كحد أقصى، حيث كان يصل مبلغ الشراء لكل صاحب محل منهم لنحو600 ألف ليرة سورية، لكنه انخفض لقيمة 150 ألف سورية، عقب التهديدات التركية، بحسب “الصالح”.
وفي مخزنه الخاص بتخزين المواد الغذائية في سوق الهال بكوباني، يقول عزالدين شيخو (26 عاماً) إن أصحاب المحال يعتمدون على شراء المواد الأساسية فقط مثل الأرز والزيت والبرغل وغيرها وتجنب شراء مواد أخرى تعتبر “كماليات”.
لا استدانة
وينتاب سكان كوباني كما جميع المناطق في شمال شرقي سوريا الخوف من النزوح وترك بضائعهم خلفهم وخسارة أموالهم ومصدر رزق عائلاتهم، كما حدث مسبقاً أثناء حرب تنظيم “داعش” على المنطقة عام 2014.
وأثرت التهديدات التركية بشكل كبير على سكان المنطقة سواء أصحاب محال تجارية أو مزارعين أو عمال، بسبب المخاوف مما ستؤول إليه المنطقة في حال تنفيذ تركيا لتهديداتها.
ويعمل علي زركي (37 عاماً)، وهو صاحب محل بيع مواد غذائية بالمفرق (بقالية) في أحد أحياء كوباني، من الصباح حتى فترة المساء لتصل قيمة بيعه الإجمالية لنحو 200 ألف ليرة سورية، بينما كانت تصل لنحو 800 ألف ليرة سورية، قبل التهديدات.

ويقول الرجل الثلاثيني، إنه اضطر لإيقاف بيع المواد بطريقة “الاستدانة”، بسبب المخاوف من خسارة المال الذي يساعدهم في تحمل مصاريف النزوح التي عانى منها أغلب سكان المنطقة مسبقاً.
وقبل التهديدات التركية على المنطقة، كان الزبون الواحد يشتري مواداً بقيمة تتراوح من 25 إلى 50 ألف ليرة سورية يومياً، ولكن اقتصر الشراء على مواد أساسية كالخضار وغيرها من المواد التي تصل لقيمة عشرة آلاف ليرة سورية، على حد قول “زركي”.