تباين أسعار الخضار بين فصلي الصيف والشتاء في أسواق الرقة

الرقة – أحمد الحسن/عبدالرحمن الجاسم – NPA
تعتبر زراعة الخضار الصيفية بأصنافها المتعددة من المحاصيل المهمة التي تحقق الاكتفاء الذاتي لسكان مدينة الرقة وتنشّط الاقتصاد المحلي.
 
وتكثر زراعتها في الريف الجنوبي ولاسيما في منطقة الكسرات جنوبي المدينة، والمزارع الغريبة بريف الرقة، إذ يعتمد عليها ثلث المزارعين في تأمين دخلهم.
فارق في الأسعار
وقد لوحظ تباين كبير في الأسعار ببن فصلي الصيف والشتاء، ففي الشتاء تعتمد المدينة على استيراد الخضار من المدن السورية الأخرى، الأمر الذي يترتب عليه أجور نقل ورسوم جمركية ما يرفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
 بينما انخفضت وسجلت تراجعاً مع نضوج الإنتاج المحلي بحلول فصل الصيف إلى نسبة وصلت إلى /65/ بالمئة قياساً إلى أسعارها في الشتاء.
موسى القناص أحد تجار الخضار في سوق الهال في مدينة الرقة تحدث لـ”نورث برس” عن فرق الأسعار بين الخضار المستوردة والمحلية قائلا “انخفضت الأسعار خلال الصيف إلى أقل من النصف في بعض الأصناف الأكثر استهلاكاً والتي تنتج محليا”.
أسباب ارتفاع أسعار الخضار المستوردة
ولكن لازالت الأسعار تشهد ارتفاعاً أعلى من معدلاتها قياساً مع السنوات الماضية وذلك لوجود بعض المعوقات، والتي أشار إليها القناص بقوله “منع الشاحنات من المرور على الجسر القديم، وارتفاع أجور النقل والرسوم التي تُفرض على أصحاب السيارات في سوق الهال، كل تلك الأمور أدت إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة لهذه الفترة من السنة”.
بدوره أشار حمود العبود (تاجر في سوق الخضار) إلى المعوقات التي يواجهونها قائلا “تفرض رسوم باهظة على الخضار المستوردة من المحافظات الأخرى”.
 مضيفاً “يتعرض قسم كبير منها إلى التلف وخاصة الفواكه أثناء عملية التحميل والتفريغ من براد إلى آخر في ساحة الخضار في الطبقة”.
للفلاحين رأي آخر 
في حين يعاني المزارعون من تدني الأسعار قياسا بالمصاريف التي أنفقوها على هذا الموسم، أحمد الخضر، مزارع خضار، بيّن أوضاع التسويق وتصريف الإنتاج قائلا “لا تكاد الأسعار التي نبيع بها إنتاجنا تسد نصف المصاريف التي أنفقناها على زراعتها”.
ويردف بقوله “فالدونم الواحد استهلك أكثر من/700/ألف ليرة سورية (حوالي 1200  دولار) لإتمامه، توزعت بين اليد العاملة وغلاء الأسمدة والمبيدات بالإضافة إلى غلاء المازوت وأجور النقل”.
إقبال المواطنين على الشراء
في حين تشهد أسواق الخضار إقبالاً كبيراً من المستهلكين الذين لمسوا انخفاضاً كبيراً في أسعارها.
اسماعيل الشحاذة أحد سكان الرقة بيّن في حديثه لـ”نورث برس” أن انخفاض الأسعار بالنسبة إلى جودة الخضار الموجودة أمر إيجابي، ومن شأنه بعث الراحة في نفس المستهلك “الأسعار مقبولة جداً، فأنا رب أسرة مكونة من /12/ شخصاً، كنت أعاني من الغلاء ولكن الآن أستطيع أن أعيل عائلتي بأقل كلفة”.
هذا ولا زالت هناك بعض المعوقات التي تقف في طريق المزارع والتاجر، وتحول دون وصول الأسعار إلى المستوى المطلوب كي تلبي احتياجات المواطن الرقاوي كونه وليد البيئة الزراعية.