حرب السنابل.. مواجهة اقتصادية بين السوريين

دمشق – جاد نجار – NPA
بين اندلاع النيران وإخمادها مساحة واسعة من المحاصيل المحترقة وأخرى أكبر منها، من الألم الذي تسبب به الحريق للمزارعين والفلاحين السوريين والمتعاطفين معهم على كامل الجغرافية السورية.
حرائق مفتلعة
مستشار اتحاد غرف الزراعة في الحكومة السورية المهندس الزراعي عبد الرحمن قرنفلة تحدث لـ “نورث برس” أن المزروعات حين تصل لمرحلة متقدمة من الجفاف تكون في حالة استجابة سريعة للحرائق.
وأرجع قرنفلة أسباب الحرائق إلى: “انبعاث الشرار من عوادم السيارات العابرة أو من الآليات الزراعية العاملة في حقول الحبوب، وإلقاء أعقاب السجائر ووجود قطع زجاجية بين النباتات” معتبراً أن الحرائق الأخيرة كانت “مفتعلة”. 
وأضاف الخبير الزراعي أن “الحرائق المفتعلة” تهدف لـ “تجويع السوريين وتهجير الفلاحين من أراضيهم ودفعهم للبحث عن عمل في مجال الخدمات بدلاً من حقول الإنتاج”. 
ناتج محلي
ويساهم القطاع الزراعي وفقاً للمستشار الزراعي بشكل كبير في الاقتصاد السوري من حيث الناتج المحلي، فيما تحول الحرائق قيمة المحاصيل النقدية والاقتصادية إلى الصفر.
وتتسبب الحرائق بـ “توليد حرارة تراكمية في التربة تصل إلى /5/ آلاف درجة مئوية تمتد لعمق /30/ سنتيمتر، وهذا يعني قتل الأحياء الدقيقة بالطبقة المنتِجة من التربة وإتلاف المادة العضوية مما يحول التربة الى تربة غير منتجة على المَديَيْن القصير والمتوسط، وتصبح بحاجة الى معالجات متعددة واستصلاح لاستعادة خصوبتها” حسب عبد الرحمن قرنفلة.
أضرار واسعة
واعتبر قرنفلة أن المتضررين ليسوا فقط المزارعين والفلاحين بل كذلك الأشخاص الذين مولوا تكاليف الإنتاج للفلاحين على أمل استرداد المبالغ المالية المدفوعة عند جني الموسم.
وأضاف أن العاملين في مجال حصد المحاصيل ونقلها هم من المتضررين، بالإضافة للعاملين في تجار الحبوب وطحنها وتجارة منتجاتها الثانوية وصولاً إلى الحيوانات التي يعد مخلفات غربلة وطحن الحبوب علفاً أساسياً لها
أبعاد
ولم يقتصر التأثير المؤلم للحرائق التي التهمت عشرات آلاف الهكتارات على مالكي المحاصيل أو من ذكرهم المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة، بل تعدى ذلك ليصل إلى فنانين وشعراء.
يقول زيد قطريب لـ”نورث برس”: “مشهدُ احتراق الحقول في مختلف المناطق السورية يدلّ على احتراقٍ أفظع يجري؛ إنه اشتعالٌ ومعاناة يختصرها مشهد الفلاح الباكي أمام حقول الحنطة، وكذلك مشهد الحيوانات التي تحولت إلى رماد وهي في أوكارها”.
ويضيف: “احتراق السنابل حربٌ من نوع آخر يواجهه الجسد السوري العصيّ على الموت!”.
وتقول الفنانة التشكيلية ضحى الخطيب على صفحتها: “بين النار في حقول الجزيرة السورية والبَرَد فوق الساحل ضاع قمحُنا والكروم. يبدو أن الجوع هاجِمٌ علينا من كل الجهات وتشير: “كل الفساد لوحده لايكفي”
فيما نشر الفنان التشكيلي السوري جواد مراد رسماً لشخص يطفئُ نيران تشتعل في حقل قمحٍ على شكل قلب بهيئة خريطة سوريا الجغرافية وتداولها عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.