اللاجئون السوريون في مخيم كوره كوسك بأربيل يصارعون شح المياه
أربيل- نورث برس
يعاني اللاجئون السوريون في مخيم “كوره كوسك” في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، مشكلة شح المياه وهي تتفاقم بشدة مع بداية فصل الصيف ما جعل حياتهم أكثر صعوبة، خاصة في ظل انقطاعها لعدة أيام متتالية.
وبالرغم من أن المخيمات السورية في إقليم كردستان هي تحت وصاية أممية، إلا أن منظمة الونيسيف انسحبت من ملف الخدمات منذ مطلع هذا العام، ما أثر سلباً على حياة قاطنيها.
ومخيمات اللاجئين ليست بمنأى عن تداعيات موجات الجفاف المتتالية التي ضربت المنطقة، إذ يواجهون مشكلة الشح المائي ولا سيما في الصيف وينتظرون أياماً حتى يحين موعد تعبئة المياه المخصص لهم تقديرياً كل أسبوع مرة.
حسين محمد آمين، وهو لاجئ من شمالي سوريا، وأب لثلاثة أولاد يعيشون في مخيم كوره كوسك شمالي أربيل، يقول لنورث برس، إن مشكلة انقطاع المياه في مخيمهم أوقفت حياتهم اليومية، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة “لا يمكنهم تشغيل الُمبرّدة ( المكيف الهوائي) التي تعتمد على المياه، لأنها مقطوعة من ثلاثة أيام، على حد تعبيره.
ويعرب “أمين” عن قلقه على أطفاله وتأثير الطقس الحار على صحتهم، حيث تزداد الحاجة لاستخدام المياه من أجل الاستحمام والتنظيف، محملاً المنظمات الدولية مسؤولية إيلاء الاهتمام بهم، وتأمين المياه للاجئين السوريين.
أما أميرة سليمان، فلم تجد حلاً سوى الاعتماد على مياه نهر الزاب، الذي يعتبر مصدراً غير صالح لمياه الشرب بدون مروره بفلاتر وتصفية.
ويبعد نهر الزاب الكبير الذي يشهد انحساراً على غرار دجلة والزاب الصغير، عن مخيم كوره كوسك/ بنحو 5 كم غرباً.
وقالت “سليمان”: “بعد انقطاع المياه لمدة تجاوزت الخمسة أيام، لم نجد حلاً سوى اللجوء إلى مياه نهر الزاب، لكنها غير نظيفة، لا تصلح للشرب، فاستخدام تلك المياه يثير مخاوفنا على صحة أطفالنا”.
وشرح مسؤول مجلس مخيم كوره كوسك خليل ملك، تفاصيل مشكلة المياه بالقول: “منذ بداية تأسيس المخيم في العام 2013، حصل على الدعم المادي من منظمة يونيسيف، وخاصة فيما يخص الخدمات الأساسية العامة ومن ضمنها تأمين المياه”.
لكن مع بداية الشهر الأول من العام 2022، سلّمت المنظمة ملف المياه إلى حكومة الإقليم ومحافظة أربيل، إلا أن المحافظة أكدت أنه لا يوجد لديها دعم كافٍ لتقديم الخدمات على المستوى المطلوب، وفقاً لـ”ملك”.
ويضيف المسؤول، أن سكان المخيم يعانون من أزمة مياه حادة، حيث أصبحوا يعتمدون على مياه نهر الزاب، وفي المقابل لا يوجد حل قريب في الآفق.
وتأثرت سوريا والعراق بمناخ جاف بسبب قلة الأمطار، فيما يعزو مراقبون ومسؤولون معنيون بالملف المائي الضرر الذي لحق بالبلاد، إلى التغيرات المناخية من جهة وأيضاً مشاريع دولتي الجوار تركيا وإيران.
وفي شهر أذار/ مارس الماضي، دعت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الدول المجاورة للعراق إلى المشاركة في نقاشات هادفة حول تقاسم المياه وإدارتها.
وأشار “ملك” إلى أنه بموجب القرارات الدولية، من حق كل عائلة الحصول على 500 ليتر من المياه يومياً، لكن حاليا يصل لكل عائلة نحو 150 ليتراً من المياه فقط.