الرقة- مصطفى الخليل-NPA
يعاني أهالي حي الدرعية في الرقة شمالي البلاد من سوء ورداءة الطرق وشبكات الصرف الصحي, وسط انتقادات لبلدية الشعب لإهمالها وعدم تقديمها الخدمات للحي.
ويقع حي الدرعية أحد أشهر الأحياء العشوائية بالرقة في الطرف الغربي منها، ويقطنه أكثر من /1400/ عائلة، غالبيتهم من الطبقة الفقيرة؛ يعملون بصفة عمال مياومين في الأراضي الزراعية بأرياف الرقة المحيطة بالمدينة.
ويقول محمد الهلال(56 عاما) من أهالي الحي, أنهم في بداية عام 2019 طالبوا بلدية الشعب في الرقة بتنظيف الطريق الرئيسي الممتد من مديرية الصحة إلى الشارع الرئيسي مروراً بجامع الصفا، والبالغ طوله حوالي 2// كم.
وبين الهلال أن الطريق مفروش بـ”البحص” (نوع من أنواع الصخور البيضاء) ومرشوش بمادة Mc0 منذ نهاية عام 2013 استعداداً لتعبيده بالإسفلت، لكن توقف العمل به نتيجة اندلاع المعارك بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة آنذاك.
ويتسبب عدم مد مادة الإسفلت على الطريق الرئيسي والذي تتفرع منه كل الأزقة والشوارع الصغيرة، الواصلة لكل أنحاء الحي بارتفاعه عن المستوى المطلوب, مما يجعل مياه الأمطار والمجارير تتجمع وتتسرب إلى داخل البيوت.
ويقول غازي الموسى (51 عاماً) من أبناء الحي “هذه الحفر والمستنقعات، تعيق ذهاب أطفالنا إلى المدارس”.
ويعاني أهالي الحي في التنقل من وإلى الحي بسبب تجمع مياه الأمطار شتاء وعدم تصريفها، وامتناع سائقي سيارات الأجرة من الدخول إلى الحي خوفاً من إصابة مركباتهم بالأعطال.
ويوضح الهلال أن رئاسة البلدية وعدتهم أنهم سيقومون بإرسال مهندسين ومساحين للمباشرة بالعمل في الحي في بداية الشهر نيسان/أبريل، قائلاً” لكن حتى تاريخه لم نرى أي تنفيذ للوعود التي تم الاتفاق عليها”.
وامتنعت بلدية الرقة التابعة للحكومة السورية عام 2006 عن تخديم المنطقة بشبكة للصرف الصحي كونها منطقة مخالفات, ليقوم الأهالي بعدها بتشكيل لجنة لجمع الأموال من قاطني الحي وإنشاء شبكة صرف صحي على نفقتهم الخاصة، حسب ما أدلى به الهلال.
ويردف بالقول “لو كانت ظروفنا اليوم كما كانت عليها قبل الحرب لقمنا بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من جيوبنا”.
عبد السالم(39 عاماً) من أهالي حي الدرعية، يوضح لـ”نورث برس” أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي أثناء الحرب التي دارت في الرقة بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) في2017، ألحقت أضراراً بالغة في شبكة الصرف الصحي في المنطقة، وأدت لتحطم بعضها وانسداد البعض الآخر.
خدمات البلدية
يتابع السالم “إضافة لكل ذلك تنبعث الروائح الكريهة في الحي لوجود فتحات الصرف الصحي(ريكارات) مكشوفة، مما جلب الكثير من الحشرات إلى المنطقة، كالبق والذباب والصراصير”, منوهاَ أنهم ناشدوا بلدية الشعب في الرقة بالعديد من الطلبات للالتفات إلى الواقع الخدمي في الحي، ولكن لم يتلقوا سوى الوعود، فالبلدية لم تقم بأي مشروع خدمي في الدرعية حتى يومنا هذا, حسب عبد السالم.
من جانبه نفى الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة المهندس أحمد الإبراهيم، في حديثه لـ”نورث برس” عدم تقديم الخدمات لحي الدرعية، قائلاً “تم تقديم آليات لمدة أسبوع كامل وقامت بالعمل حسب توجيه مجلس الشعب في حي الدرعية”.
وأشار الابراهيم أن حي الدرعية غير قابل للتخديم بشكل كامل لأن مناطق العشوائيات بحاجة إلى تنظيم, موضحاً أن غالبية عقارات القاطنين في الحي هي أملاك دولة وليست ملكاً خاصاً بهم.
وعن إمكانية إيجاد صيغة لتنظيم الحي أوضح الإبراهيم أن التنظيم بحاجة إلى سلسلة من الإجراءات ومنها فريق مساحة لرفع مخططات الوضع الراهن وفريق هندسي لتنظيم المنطقة, مشيراً إلى أن هذه المخططات تُعرض لمدة شهر للنظر في الاعتراضات، بالإضافة إلى فريق قانوني لمتابعة قضايا التعويض والمنازل التي يجب إزالتها من المنطقة ولجنة تخمين للتعويض في حال التعويض مالي أو شقق أو تحويل لجمعيات سكنية.
كل تلك الإجراءات بحاجة لمبالغ مالية تقدر بـ/15/ مليار ليرة سورية(حوالي 26 مليون دولار) “في حال تم التحويل إلى جمعيات سكنية دون تعويض مالي” حسب الابراهيم.
ويبقى السؤال في حال قامت البلدية بتنظيم الحي وبناء جمعيات سكنية دون تعويض مالي, فهل سيقبل الأهالي بإزالة منازلهم؟
وأطلق بعض شباب حي الدرعية “هاشتاغ حي البندقية” في وسائل التواصل الاجتماعي شتاء العام الماضي، تشبيهاً بحي البندقية الشهير في إيطاليا حيث يتنقل الناس بين أحيائه عبر القوارب الصغيرة, وذلك بُغية لفت أنظار الجهات المسؤولة للجانب الخدمي في مدينة الرقة.