اضطرابات في الحديقة الخلفية لأنقرة في سوريا لا تتوافق مع مخططات تركيا
إدلب- نورث برس
تستمر أنقرة بتصعيدها العسكري بشمالي سوريا، وخاصة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الحديقة الخلفية وهي مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا تشهد اضطرابات، أنغامها لا تتوافق مع أنشودة الرئيس التركي، المعنونة بـ”المنطقة الآمنة”.
ومنذ يومين شهدت مدن عفرين ومارع، احتجاجات غاضبة ضد رفع شركة الكهرباء لسعر الكيلو واط الواحد، نجم عنها قتيل وجرحى وإحراق مقر الشركة وإغلاق الطرق، وتصاعد الدخان من أقصى “المنطقة الآمنة”.
كما شهدت مناطق في إدلب تحشيدات للفصائل، إضافة لاحتجاجات ترفض المنطقة الآمنة وتطالب تركيا بالتوجه لقتال قوات الحكومة بدلاً من الهجمات والعملية العسكرية التي تهدد بها الشمال السوري.
والشهر الفائت، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن مشروع “لإعادة مليون لاجئ سوري إلى المناطق الآمنة”، أعقبه تهديد بشن عملية عسكرية جديدة.
الكاتب والمعارض السوري علي الأمين السويد قال لنورث برس: “تركيا تريد إقامة حزام قومي عربي موالٍ لها ضمن الأراضي السورية، يسهل عليها ضمها دون مقاومة. وقد فعلت تركيا كل ما بوسعها لخلق هذا الواقع”.
وتخوف سكان الشمال السوري المقيمين في المناطق التي حددت تركيا فيها “منطقتها الآمنة”، من التغيير الديمغرافي وإعادة لاجئين سوريين من مناطق أخرى في سوريا وتوطينهم في تلك المناطق.
كما طالبوا أيضاً، بضرورة إعادة كل لاجئ إلى منطقته، بدلاً من المنطقة الآمنة، “إذا كانت تركيا حقاً تسعى للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين”.
وتمتد “المنطقة الآمنة” التي تنوي أنقرة إنشاءها من سري كانية (رأس العين) شرقاً، إلى عفرين غرباً، وتسعى تركيا إلى توسيع الطريق الواصل بينهما بهجمات لا تزال تنتظر موافقة واشنطن وموسكو لتتحول لعملية عسكرية.
إصرار أردوغان على العملية العسكرية لإقامة “المنطقة الآمنة” أثار مخاوف سكان شمال غربي سوريا، ما دفعهم للاحتجاج عليها، خاصة أنهم يشككون في كلمة “آمنة”، كما تسبب بحالة من القلق في صفوف اللاجئين في الداخل التركي.
يقول “السويد” لنورث برس: “شعر اللاجئون السوريون في تركيا بخيبة عظيمة، وفهموا بأن إعادتهم إلى مناطقهم التي استولى عليها النظام هي آخر اهتمامات الدولة التركية، التي طالما أطلقت التصاريح الرنانة حول دعمهم والسعي إلى إعادتهم لمناطقهم”.
“الاحتجاجات التي انطلقت في الشمال السوري تكشف عن العديد من المؤشرات، لعل أولها أن المناطق التي تنوي تركيا إعادة اللاجئين السوريين إليها من أراضيها هي مناطق يحكمها الفساد وتعيش حالة فلتان أمني، وبالتالي هي مناطق غير صالحة للعيش حتى لسكانها الذين اعتادوا الحياة ضمن ظروف سيئة، فكيف سيتمكن من عاش في بيئة مستقرة مثل تركيا أن يتأقلم فيها؟”، يتساءل عبسي سميسم، في مقال رأي نشره موقع العربي الجديد.
سميسم أكمل في مقالته: “تؤشر تلك الاحتجاجات إلى أن الأهداف التي تسعى تركيا لتحقيقها في الشمال السوري، لا يتوافق العديد منها مع حاجات ومطالب سكان تلك المناطق، سواء لناحية أهداف العملية العسكرية أو طريقة إدارة المناطق التي يشرف الجانب التركي عليها والذي يتمسك بشخصيات ثبت تورطها بممارسة كل أنواع الفساد والترهيب بحق سكان المنطقة”.