حلب – نورث برس
يخرج عارف بكر (23 عاماً)، وهو طالب جامعي كل يوم من منزله في حي الأشرفية بحلب، قبل ساعتين من موعد المحاضرات في الجامعة، لتأمين مقعد أو نصف مقعد في الميكرو باص المتجه نحو الجامعة.
ويقول “بكر” لنورث برس: “تأمين المواصلات ذهاباً وإياباً أصبح همي اليوميّ وأقضي معظم الأيام سيراً على الأقدام لأتجنبَ استخدام التكاسي العمومية التي تصل تكلفة التوصيلة اليومية ذهاباً وإياباً لأكثر من 16 ألف ليرة وهو ما يفوق طاقتي المادية”.
وتشهد مدينة حلب خلال الأيام الماضية، حركة شبه معدومة “للسرافيس” والسيارات التي تعمل على مادة المازوت لنقل السكان نتيجة نقص مخصصات المادة الواردة للمدينة من قبل الحكومة.
شح المادة وغيابها في معظم الأحيان انعكس سلباً على حياة السّكان وكذلك على حركة السيارات العامة “الميكرو باص” ضمن الأحياء.
الأمر الذي جعل المواصلات الحكومية “النقل الداخليّ” هي فقط من تعمل على نقل السكان ولكن بشكل ضئيل.
وتعملُ معظم السيارات التي تحصل على مخصصاتها من المازوت في فترة الصباح والظهيرة بسبب قلة الكمية حيث أنها لا تكفي للعمل في أوقات الذروة.
وتمنح شركة المحروقات السيارات العاملة على الخطوط الداخلية في المدينة 15 ليتراً يومياً وهي كمية تكفي ست نقلات في النهار فقط، بحسب ما قاله رفعت قزموز، (45 عاماً ) وهو سائق ميكرو باص على خط الهلك.
يقول “قزموز”: “نجتمع أمام مداخل محطات تعبئة المازوت في طوابير، لتأمين 15 ليتراً من المازوت. وأقوم بتوفير خمس ليترات منها للحالات الطارئة”.
ويضيف: “الكمية المدعومة غير كافية للعمل إلا لساعات فقط حتى ولو كانت بسعر مدعوم يبلغ 525 ليرة لليتر الواحد”.
ويتقاضى سائقو الميكرو باصات 200 ليرة أجرة الراكب، “لا يمكننا شراء المازوت من السوق الحرة بهذا الأجر”.
ووصل سعر المازوت مؤخراً في السوق السّوداء إلى ما يقار 3500 لليتر الواحد، و4000 بعد قرار الحكومة الأخير.
وفي السابع عشر من الشهر ذاته، حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في بيانٍ عبر صفحتها في فيس بوك، سعر مادة البنزين أوكتان 90 بـ 3500 ليرة لليتر الواحد بدلاً من 2500 ليرة، والبنزين أوكتان 95 بـ 4000 ليرة بدلاً من 3000 ليرة ومادة المازوت الصناعي والتجاري بـ 2500 ليرة لليتر الواحد.
وحول شح المادة، أرجع مصدر مسؤول في شركة المحروقات بحلب، الأمر إلى تأخر واردات المحافظة من مادة المازوت، “الأمر الذي دفع بالشركة إلى التوزيع بشكل متقطع حتى تعود الواردات كمان كانت مع بداية يوم الجمعة القادمة”.
وأضاف، أنَّ “المخصصات التي يتم منحها للسيارات كافية للعمل بشكل مستمر طول النهار في خدمة المواطنين”.
ولكنه أشار، بحسب اعتقاده، إلى أن “بعض ضعفاء النفوس من أصحاب السيارات يقومون ببيع مخصصاتهم في السوق السوداء ويقولون بأنَّ الكمية لا تكفيهم للعمل مما يجعل الكثير من المواطنين يعانون من الانتظار في الطرقات من قلة عدد السيارات”.