دمشق – نورث برس
لا يزال سمير علي وهو اسم مستعار لأحد سكان منطقة مزة فيلات غربية بدمشق، يمتنع عن تسجيل كلبه بالرغم من صدور قرار التّرخيص.
وقال الشاب العشرينيّ، إنه لن يقوم بتسجيل كلبه، “لأنَّ المحافظة قررت ترك كل ما يدور في المدينة والتّوجه نحو كلابنا”.
ورأى مالك الكلب، أن الغاية من إصدار قرار ترخيص الكلاب دفع مصاريف إضافية، ترفد خزينة الدولة.
وفي السّابع من هذا الشهر، أعلنت مديرية الشؤون الصحية في العاصمة السورية دمشق، عن البدء بالآلية التنفيذية لتسجيل الكلاب الخاصة.

وحينها، قال مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، شادي خلوف لصحيفة “الوطن” شبه الرسميّة، إنه سيتم منح بطاقات تسجيل للكلب الخاص يذكر فيها اسم المالك ونوع الكلب ولونه ورقمه المسجل، وذلك عن طريق طلب يقدم إلى مديرية الشؤون الصحية.
ووجهت المديرية دعوة لكافة مالكي الكلاب للتوجه إلى المديرية في كفر سوسة، مصطحبين معهم الهوية الشخصية ودفتر اللقاح الخاص بالكلب، لتحديد نوعه، مع استيفاء رسم سنوي بقيمة 15 ألف ليرة.
وبحسب “خلوف” فإنَّ أي شكوى على أي كلب غير مرخص، يتم تسجيل الضبط اللّازم ليصار إلى حجز الكلب، ويتوجب على المالك دفع الضبط، بالإضافة لتكاليف ونفقات الحجز في حديقة الحيوان.
وأثار قرار محافظة دمشق المتعلق بإصدارها آلية جديدة لتسجيل الكلاب حفيظة مربي الحيوانات على موقع التواصل الاجتماعي، ووجهت العديد من الانتقادات اللاذعة له.
وعلقت لينا جبور على القرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “يا إلهي حاج مسخرة ما هو الكلب عنده دفتر وبسبور صحي ومسجل عليه لقاحاته شو المانع بقى علوا طالعو قانون حماية هالكلاب اللي الملائكة بخترعو الإجرام وببدع وفيين”.
أما نجام فكتبت: “فكرة حلوة وحضارية بدنا قانون لحماية الحيوانات من قطط وكلاب من أذى البشر يكمل هل الحضارة يلي عم يقولها الدكتور خلوف مو بس تسجيل ورسوم. فكرة حلوة وحضارية ولكن نحتاج لقانون يحمي الحيوانات يا دكتور “خلوف” لحتى تكمل الحضارة”.

فيما علق طلال سلوم، “أنا متأكد هالقرار للنصب”.
ورأت رشا مراد، وهو اسم مستعار لشابة ثلاثينية من سكان منطقة الشعلان بدمشق وتمتلك كلبين، في القرار نوعاً من الضرائب والغرامات مع أن مبلغ 15 ألف لكل كلب هو مبلغ قليل بالمقارنة مع مصاريفيه، بحسب قوله.
وتتساءل “مراد”: “ألم يبقَ في بلادنا مشاكل سوى ترخيص الكلاب, مثل هذه القرارات قمة في مهزلة”، حسب تعبيرها.
وكذلك يتفق بهاء العلي وهو اسم مستعار لمربي كلبين في منزله بمنطقة جرمانا مع “مراد” في اعتبار القرار هو “دفع للغرامات فقط”.
وتتساءل نسرين العبدالله (40 عاماً) أيضاً، وهي من سكان منطقة المزة: “هل تنظيم أمور كلابنا هو أمر هام لتصدر المحافظة فيها قراراً. أليس الأجدر على الحكومة مناقشة أمور المواطن المعيشية وتحسين حياته؟”.
وتضيف السيدة الأربعينيّة: “اليوم ندفع رسوماً سنوية للكلاب وغداً سنستيقظ على قرار آخر بدفع رسوم سنوية للقطط”.
وفي تصريح لإذاعة محلية، قال شادي خلوف، مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، إنَّه من الممكن أن تصدر تباعاً قرارات لتربية بقية الحيوانات وهذا الأمر يتبع لانتشار الظاهرة.
وتتساءل “العبد الله” بسخرية: “هل علينا إحضار الكلب معنا أثناء تسجيله؟”.