انخفاض منسوب الفرات يتسبب بأمراض لسكان في ريف دير الزور الشرقي
دير الزور – نورث برس
يداوم ابن جاسم الحمود 60) عاماً) وهو من سكان بلدة ابو حردوب، شرقي دير الزور، شرقي سوريا، على الذهاب إلى طبيب لتلقي علاجه بعد إصابته بتسمم والتهاب أمعاء، أرجع الطبيب سببه إلى شربه مياه ملوثة.
ويقول الأب بلهجته العامية: “مشان الفراه (نهر الفرات) هذا مو مي، هذه مي صَراه (مستنقع تتجمع فيه المياه غير النظيفة)”.

وتشهد قرى في دير الزور وخاصة التي تعتمد على مياه نهر الفرات للشرب، حالات إسهال حادة والتهاب أمعاء وطفح جلدي، يرجعها أطباء في المنطقة إلى تلوث مياه نهر الفرات.
ويعتمد قسم من ريف دير الزور الشرقي أو ما يعرف لدى نظام الإدارة الذاتية بـ”المقاطعة الشرقية” على مياه نهر الفرات في الشرب، فيما يعتمد قسم آخر على محطات المياه في المنطقة وغالباً ما تكون غير معقمة، بحسب سكان.
وفي ظل تلوث مصادر المياه، يلجأ البعض وخاصة ممن يملكون القدرة المالية على شراء المياه المعدنية، تجنباً لأي إصابة بالأمراض.
ومنذ تموز/ يوليو العام الماضي، وصل عدد الإصابات بسبب تلوث مياه نهر الفرات ما بين التهاب أمعاء والملاريا وطفح جلدي في المنطقة الشرقية، إلى 1700 حالة، بحسب لجنة الصحة بالمنطقة.
ويشتكي سكان في ريف دير الزور الشرقي، من استمرار خفض تركيا لمنسوب مياه النهر، مما يؤدي إلى مشكلات حياتية وخاصة في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.
ومع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تنبعث من النهر الذي بات أشبه بمستنقع، روائح كريهة.
ومنذ بداية العام الماضي، خفضت تركيا كمية تدفق مياه نهر الفرات إلى ما دون 200 م3، وهي أقل من نصف الكمية المتفق عليها بين الحكومتين السورية والتركية في العام 1987 والبالغة 500 م3.
ويقول عبد العزيز العمر وهو اختصاصي تشخيص مخبري في مشفى الهايس الخاص في بلدة غرانيج 90 كيلومتر شرقي دير الزور، إنهم لاحظوا في الآونة الأخيرة حالات إسهال والتهاب أمعاء وخاصة بين الأطفال بسبب تلوث مياه الشرب.
ويشير إلى أن نقص مياه الشرب وتلوثها بالبكتيريا حدث بسبب قلة منسوب النهر، ما يخلف تأثيرات سلبية على صحة السكان وخصوصاً كبار السن والأطفال المصابين بأمراض مزمنة.
ويذكر “العمر” أن تحول النهر إلى مستنقعات يشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض وذباب الرمل التي بدورها تتسبب بانتشار الأوبئة.
ويحمل المخبري كما سكان المنطقة، المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، مسؤولية الضغط على تركيا للسماح بتدفق النهر، لتلافي “وقوع كوارث إنسانية”.