قبل الحصاد.. مزارعون في السويداء تتجاوز خسائرهم مئات الآلاف

السويداء- نورث برس

في قرية ذيبين جنوبي السويداء، يبازر مروان غبرة (60 عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع، مع مربي ماشية، حول سعر  ضمان محصوله من القمح بعد فقدانه الأمل من نجاح الموسم الحالي.

ودفعت الظروف المناخية الصعبة بالمزارع لتضمين خمسين دونماً من القمح المزروع بعلاً لمربي ماشية بـ15 ألف ليرة للدونم الواحد ليعوض خسائره،  حيث كلفته زراعة الدونم الواحد أكثر من  30 ألف  ليرة.

يقول المزارع إنه لم يستطع أن يحصد شيئاً من أرضه، حيث يبس المحصول قبل أن يعطي الثمار بسبب شح الأمطار ودرجات الحرارة المتدنية التي شهدتها المنطقة في آذار/ مارس الفائت.

وخسر “غبرة” رغم تضمين محصوله، 750 ألف ليرة سورية.

وتشير توقعات مزارعي المحاصيل الاستراتيجية في السويداء إلى إنتاج متدن لا يغطي تكلفة المساحات المزروعة وخاصة البعلية.

وكان مدير مديرية زراعة السويداء، أيهم حامد، قال في وقت سابق لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، إنه تبين بعد الكشف الحسي للمديرية على محاصيل القمح والشعير البعل، إن الأراضي غير القابلة للحصاد بالقمح تتجاوز 83% من الأراضي المزروعة و90% من الأراضي المزروعة بالشعير.

وهذا العام، بلغت المساحات المزروعة من القمح البعل، 33 ألفاً و688هكتاراً في السويداء، فيما بلغت المساحة المزروعة بالشعير 21 ألفاً و688 هكتاراً، بحسب “حامد”.

وكسابقه، اضطر حسن العيسميي (50 عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من قرية امتان في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، لتضمين محصوله من القمح وبيعه لمربي المواشي.

لكن حتى ذلك لم يعوض كامل خسائر المزارع الخمسيني، وخاصة أن مربي الماشية الذين ضمنوا أرضه لم يقبلوا بشراء الدونم الواحد بأكثر من 15 ألف ليرة، في حين زراعة دونم من القمح كلفته أكثر من 30 ألف ليرة.

وبعملية حسابية بسيطة فإن “العيسميي” الذي يمتلك 60 دونماً من القمح، خسر 900 ألف ليرة سورية.

وأمام هذا الواقع، يجد مزارعون أن السعر الذي حددته الحكومة السورية لشراء القمح “غير كافٍ” ولا يغطي تكاليف الإنتاج.

والسبت الماضي، حدد مؤتمر الحبوب في الحكومة السورية، سعر شراء القمح بــ 1700 ليرة لهذا العام.

ووفقاً لما نشرته وكالة “سانا” التي تديرها الحكومة السّوريّة، فإنه يتم “منح مكافأة 300 ليرة لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق الآمنة بحيث يصبح سعر الكيلو غرام 2000 ليرة”.

فيما يتم “منح مكافأة قدرها 400 ليرة، زيادة على سعر الشراء الثابت، لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق غير الآمنة، ليصبح سعر الكيلو غرام 2100 ليرة”.

ويبدو وضع محصول أحمد الحلبي (55 عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من قرية عرمان جنوبي السويداء، أفضل قليلاً من سابقيه، حيث يمكنه حصاد قسم من محصول القمح، بسبب هطولات مطرية طالت منطقته كانت أفضل مقارنة بغيرها من المناطق في المحافظة.

لكنه رغم ذلك فإن سعر البيع لن يغطي جميع تكاليف الزراعة، وفقاً لما ذكره لنورث برس.

ويضيف “الحلبي” الذي يمتلك 80 دونماً مزروعة بالقمح بعلاً، باستياء، “بدل محاولة دعم الفلاح ليعوض خسارته وتشجيعه على متابعة عمله تأتي الحكومة كعادتها ضد الفلاحين”.

ووفقاً لمزارعين في السويداء، فإن تكبدهم خسائر متتالية وعدم تعويضهم من قبل الحكومة، سيدفع البعض لعدم الزراعة خلال الموسم القادم.

واعتمد وائل العقباني (50 عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من بلدة المزرعة غربي السويداء على الزراعة المروية من بئره الخاص هذا العام وزرع 70 دونماً بالقمح.

ويقول بينما يتفحص محصوله إن نمو القمح يعد مقبولاً هذا العام، ولكنه يخشى كغيره، أن يتكبد خسائر وخاصة أنه اشترى ليتر المازوت من السوق السوداء بثلاثة آلاف ليرة لتشغيل مولدته.

إعداد: رزان زين الدين- تحرير: سوزدار محمد