أرقام مقلقة لانتشار مرض اللشمانيا في ريف كوباني

كوباني- نورث برس

في ممر مركز طبي ببلدة صرين جنوبي كوباني، شمالي سوريا، يسأل محمد غانم (32 عاماً)، أحد الكوادر الطبية عن حال طفلته التي أصيبت بمرض “اللشمانيا” والمدة التي تحتاجها لانتهاء العلاج.

ويقول الرجل وهو والد لأربعة أطفال ويسكن في قرية المغربتين جنوبي صرين، والتي تبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن نهر الفرات، إن طفلته أصيبت بالمرض قبل نحو 50 يوماً.

ويشير، بينما كان يحمل طفلته التي لم تتجاوز الثالثة من العمر، إلى أن أطفالاً آخرين في القرية أصيبوا بالمرض خلال الفترة الماضية.

ويتسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات وتحوله إلى مستنقعات وتشكل برك المياه في القرى القريبة من النهر إضافة لانتشار ذباب الرمل ضمن هذه المستنقعات، بإصابة سكان تلك القرى باللشمانيا، بحسب إدارة مركز صرين الصحي.

وخلال نيسان/ أبريل الماضي، سجل المركز  1034 حالة مصابة باللشمانيا، بينما يتم استقبال نحو 40 إلى 50 حالة يومياً،  بحسب جواهر جاسم وهي مشرفة على معالجة إصابات اللشمانيا في المركز.

بينما عدد المصابين الكلي بمرض اللشمانيا خلال عام 2021، بلغ 12064 حالة ممن راجعوا المركز الصحي، بحسب “جاسم”.

ويقع مركز صرين الصحي في البلدة ويقدم خدمات طبية مجاناً لسكان القرى بريف كوباني الجنوبي منها الأدوية الخاصة بعلاج اللشمانيا. 

ومنذ بداية نيسان/ أبريل الماضي، انخفض الوارد المائي من الجانب التركي إلى أقل من 125 متراً مكعباً في الثانية، بحسب تصريح سابق لحمود حمادين، وهو إداري في سد تشرين، وهذا الرقم أقل من الحصة المنصوص عليها في الاتفاقية التركية السورية المتعلقة بنهر الفرات.

وتنص الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة في عام 1987 المتعلقة بنهر الفرات أن تكون حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل.

وداء اللشمانيا أو ما يعرف محلياً باسم حبة السنة أو حبة حلب، هو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات حشرة صغيرة صفراء اللون تعرف بذبابة الرمل.

وتترك لدغتها ندوباً حمراء قبل أن تتحول إلى تقرحات تتسع على الجلد سريعاً وتسبب أحياناً حالات تشوه في حال عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب.

ويتخوف السكان وإداريو مركز صرين الصحي من ازدياد أعداد المصابين بشكل أكبر خلال الفترة القادمة وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

ولمرض اللاشمانيا ثلاثة أنواع هي المخاطية الجلدية والحشوية والجلدية  ولكن الأخيرة هي الأكثر انتشاراً بريف صرين بسبب المستنقعات، بحسب “جاسم”.

وتشير المشرفة على العلاج، إلى أن المركز يقدم العلاج للمصابين باللشمانيا بشكل “مجاني”، حيث يحتاج كل مصاب إلى جلستي علاج أسبوعياً لمدة شهرين على الأقل.

ووفقاً للرئيسة المشاركة لمركز صرين الصحي زوزان عبدي، فإن أغلب المصابين باللشمانيا هم من سكان القرى المجاورة لنهر الفرات بريف صرين، وسكان القرى القريبة من النهر بريف كوباني الغربي ومنها جعدة والقبة والشيوخ  وغيرها من القرى.

ويسبب تشكل المستنقعات في تلك القرى، إصابة أشخاص بمرض الصدف، وفقاً لما ذكرته “عبدي” لنورث برس.

وفي قرية القنايا بريف كوباني الغربي، أصيب فاضل محمود (50 عاماً) باللشمانيا قبل نحو شهرين ونصف، إلى جانب عدد آخر من سكان قريته.

ولا يزال “محمود”، الذي يظهر قرحة جلدية على يده، يرتاد مركز صرين الصحي لتلقي العلاج. ويقول إنه “غالباً ما ستترك حبة اللشمانيا أثراً على يده”.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: زانا العلي