محلل سياسي: اتفاق دمشق – طهران.. رسالة إلى إسرائيل وأمريكا.. وتركيا أيضاً

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

تعتقد إسرائيل أن سوريا وإيران تنقلان رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل بواسطة الاتفاق العسكري الذي أعلنتا عنه، مفادها أن إيران ستواصل التمركز العسكري في سوريا، والمقصود تعاون عسكري طويل الأمد، وأن "قانون قيصر" لن يردعها عن تنفيذ مخططاتها.

 

ويستند المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم، في مقال كتبه، إلى مصادر سورية، في القول إن روسيا رفضت إعطاء "ضوء أخضر" للرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام منظومة "S-300" الموجودة في بلاده منذ أكثر من عام، والتي يشغلها خبراء روس، الأمر الذي دفع الأسد إلى طلب مساعدة إيران في ضوء استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية.

 

اللافت أن بن مناحيم يعتمد أيضاً على مصادر سورية كي يستنتج دولة أخرى غير أمريكيا وإسرائيل أراد اتفاق دمشق-طهران أن يُرسل إليها رسالة؛ ألا وهي تركيا، حيث أراد الاتفاق أن يُلمح إلى تركيا بأن إيران تقف إلى جانب سوريا في كل ما يتعلق بالخطر التركي في الشمال السوري.

 

وفي أي حال، لا تستبعد بعض القراءات الإسرائيلية أن تكون إيران وسوريا تخططان لتصعيد في المنطقة في ضوء الانفجار في المنشأة النووية في نطنز، والهجمات السيبرانية المنسوبة إلى إسرائيل في إيران، واستمرار الهجمات الإسرائيلية في المنطقة.

 

وترى التقديرات التي تتبلور في الاستخبارات الأمريكية وفي إسرائيل أن الإيرانيين سيحاولون الرد على انفجار "نطنز" من دون أن يتركوا أثراً واضحاً، قبل شهر تشرين الثاني/نوفمبر الذي ستجري فيه الانتخابات في الولايات المتحدة، من الأفضل بالنسبة إليهم الحؤول دون رد أمريكي حاد من الرئيس ترامب، ورد إسرائيلي قوي بدعم أمريكي، ويوجد حالياً خلاف في القيادة الإيرانية حيال طبيعة الرد، وينتظرون قرار المرشد الأعلى علي خامنئي.

 

وتضع الدوائر الاستراتيجية الإسرائيلية بعض السيناريوهات لرد إيراني محتمل، "أولها هجوم سيبراني على منظومات بنى تحتية في إسرائيل. وربما هجمات في الخارج ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية. وهناك احتمال لإطلاق صواريخ على سفارة الولايات المتحدة في بغداد، أو على القواعد العراقية التي تستضيف جنوداً أمريكيين".

 

ام السيناريو الرابع للرد فيتمثل بإطلاق صواريخ من الأراضي السورية اتجاه إسرائيل، أو إطلاق مسيّرات مفخخة بواسطة ميليشيات إيرانية، أو بواسطة حزب الله.

 

وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قآاني قد قال، أمس الثلاثاء، إن "أيام إسرائيل الصعبة لم تحن بعد وهناك ليالٍ عصيبة جدًا تنتظر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

 

وأضاف قآاني، الذي أوكله المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي مهمة قيادة قوة القدس خلفًا للجنرال قاسم سيلماني، "جيوشهم متعبة ومرهقة من سنوات الحرب والاحتلال".

 

وجاءت أقوال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، تعقيباً على سلسلة الانفجارات التي سجلت في الأسابيع الأخيرة في أنحاء إيران، حيث اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة فيها.