نازحون من تل أبيض: بناء المستوطنات يحرمنا إمكانية العودة لمناطقنا
عين عيسى– نورث برس
يقول نازحون من مدينة تل أبيض، شمالي الرقة، شمالي سوريا، إن بناء المستوطنات في مناطقهم يحرمهم إمكانية العودة لها مستقبلاً.
وقال مطلق الشيخ (80 عاماً) وهو نازح من تل أبيض يعيش حالياً في مخيم تل السمن 35 كم شمال الرقة، إن بناء مستوطنات تركية على الأراضي السورية لإعادة اللاجئين سيخلق “فتنة” بين السوريين.
وأضاف “الشيخ” لنورث برس، أن الهدف التركي من توطين اللاجئين في الشمال السوري تغيير ديمغرافية المنطقة بما يناسب المصالح التركية وإعادة سيطرتها على مناطق في سوريا.
واعتبر الرجل أن توطين اللاجئين السوريين في مناطق هجر سكانها بعد الغزو التركي، سيحرم سكان تلك المناطق الأصليين، من حلم العودة إليها مستقبلاً.
والأسبوع الفائت، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أنه يتم التحضير لمشروع إعادة نحو مليون من اللاجئين السوريين في تركيا إلى “المناطق الآمنة” في شمال سوريا، في إشارة منه إلى المناطق التي تسيطر عليها قواته مع فصائل موالية له من عفرين شمال غرب وصولاً إلى سري كانيه شرقاً.
كما وكشف وزير الداخلية التركي في وقت سابق من الأسبوع الفائت، عن مخطط لبناء نحو 250 ألف منزل في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية وهي سري كانيه وتل أبيض وجرابلس والباب بشمالي سوريا، وذلك “بهدف توفير العودة الطوعية لمليون سوري”.
وسيتم تمويل هذه المشاريع من قبل منظمات إغاثية دولية، تستهدف اللاجئين السوريين الحاصلين على الإقامة المؤقتة في تركيا.
ويبلغ عدد النازحين الساكنين في المخيم الآنف الذكر أكثر من ستة آلاف شخص موزعين على 1200 عائلة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بحسب إدارة المخيم.
ورفضت مها العلي (35 عاماً) وهي نازحة من مدينة تل أبيض، توطين سكان من مناطق سورية أخرى في مناطقهم “تحت أي ذريعة”.
واعتبرت السيدة أنه من الأولى أن يتم إعادة سكان المنطقة الأصليين لمناطقهم لا أن يستبدلوا بسكان آخرين بما يتماشى مع المصالح التركية في المنطقة.

ومنذ بداية الحرب السورية، تحاول تركيا استغلال ظروف الحرب لإعادة أمجاد الدولة العثمانية، لكن ذلك يأتي على حساب معاناة الشعب السوري وتشرد مئات الآلاف منه، وفقاً لما ذكرته “العلي” لنورث برس.
وتساءلت “العلي” عن كيفية تلقي تركيا دعم دولي لبناء المستوطنات بينما يعيش مئات الآلاف من الذين شردتهم العمليات العسكرية التركية في مخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وقال مصطفى كورسات وهو نازح من مدينة تل أبيض، إن خبر بناء مستوطنات للاجئين وإعادة توطينهم في أراضٍ تم تهجير سكانها “كان صادماً، كأن المنطقة أعيد احتلالها للمرة الثانية”.
وأشار “كورسات” إلى أن بناء مستوطنات سكنية “سيخلق فتنة بين سوريين وسيؤدي إلى خلق توتر وحقد بين أبناء منطقة تل أبيض وأبناء محافظات أخرى على خلفية سكنهم في أرضهم ومدينتهم”.
وأعرب عن اعتقاده في حديث لنورث برس، أن الذين سيسكنون في المستوطنات بعد بناءها “هم عائلات عناصر الفصائل التي تقاتل تحت الأوامر التركية”.
وزاد “كورسات” على ذلك بأنه منذ أربع سنوات “والاحتلال التركي يعمل وبشتى السبل على القضاء على كل ما يوحي بأن تل أبيض هي منطقة سورية، من خلال تغيير ديمغرافية المنطقة”.