ذوو معتقلين في سجن صيدنايا بدمشق: نحلم باللّقاء بعد القطيعة
دمشق – نورث برس
قضت ربا عبيد (35 عاماً) وهي أم لطفلين، وتسكن محافظة السويداء، يومين كاملين أمام سجن صيدنايا في دمشق، بانتظار زوجها الذي شمله العفو الأخير.
لكن “عبيد” لم تتمكن من رؤيته أو حتى سماع خبر عنه، لتعودَ أدراجها إلى منطقة جسر الرئيس وسط العاصمة، تتأمل وجوه المارة علّها تلتقي بأحدٍ يخبرها عن مكان زوجها.
تقول المرأة الثلاثينية لنورث برس: “أمُّ زوجي توفيت وهي تتحسر عليه، بقيت وحيدة مع طفلي، ولولا مساعدة والدي لبقيت في الشارع أو كنت أشحذ الآن”.
واعتقل الزوج بتاريخ الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر2011، من على رأس عمله بتهمة “المشاركة في المظاهرات”، وتقول: “اختفى وقتها ولم نعرف عنه أي شيء، ولكن قبل عامين أخبرنا أحد المفرج عنهم من السجن، بأنه توفي تحت التّعذيب في سجن صيدنايا”.
وتضيف: “رغم الخبر الذي وصلنا لن أتوقف في البحث عنه، حتى لو كان معاقاً أو فاقداً للذاكرة أو حتى جثة”.
ومنذ صدور العفو الرئاسيّ نهاية الشهر الماضي، أعلنت الأجهزة الأمنية في دمشق إطلاق سراح 252 معتقلاً.
فيما لا تزال عشرات العائلات تنتظر قدوم دفعات جديدة من المعتقلين، في أماكن مختلفة من دمشق، وعائلات أخرى تبحث عن أبناءها عبر نشر صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي على أمل معرفة مكانهم أو الحصول على أيِّ معلومة حول مصيرهم.
وفي وقت سابق، قالت وزارة العدل في بيان إنَّه “تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية، على أن يصار إلى إطلاق جميع المشمولين بالعفو تباعاً خلال الأيام المقبلة” في انتظار استكمال الإجراءات”.
ولم تنشر الوزارة قوائم بأسماء أو أعداد من شملهم العفو.
سنوات طويلة من الانتظار
تقول فاطمة سروه (62 عاماً)، وهي نازحة من الجولان وتسكن في مخيم اليرموك، لا أعرفُ شيئاً عن ابني المعتقل منذ تاريخ الرابع من نيسان/ أبريل 2013، “بتهمة تمويل الإرهاب”.
وتضيف: “مع صدور العفو لم تسعني الدنيا فرحة عندما رأيت اسمه في قائمة المشمولين بالعفو، انتظر هنا منذ يومين للقائه وقلبي يعتصرُ حزناً على بعض الأمهات اللاتي ما زلن في انتظار سماع أخبار عن أولادهن”.
ومنذ صدر العفو، تقول المرأة: “ما زلنا ننتظر الإفراج عن أبناءنا، أتمنى ألا يكون العفو مسرحية مؤقتة الهدف منها إشغال الرأي العام عن مجزرة التضامن”.