باحث في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية: سياسة العقوبات الأمريكية محدودة القدرات ولا تسقط الأسد

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

 

قال باحث في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، الاثنين، إن سياسة العقوبات الأمريكية تجاه سوريا، محدودة القدرات ولا تسقط الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن روسيا غير قادرة على إسقاطه مادامت إيران تقاتل لبقائه.

 

وأوضح الدكتور مايكل شارنوف، الأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى بجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، لـ"نورث برس" أبعاد العقوبات الأمريكية على سوريا.

 

محاولة خجولة

 

وقال "شارنوف" إنها "محاولة خجولة للتأثير في المشهد السوري حيث قاد تضاؤل التدخل الأمريكي في الحرب السورية منذ بدايتها، إلى امتلاك واشنطن خيارات قليلة ومحدودة جداً فيما يتعلّق بنفوذ الأسد ومصيره".

 

وأوضح أن العقوبات الأمريكية "قيصر" هي من ضمن هذه الخيارات القادرة على تحقيق أهداف محدودة للغاية، "فصناع القرار الأمريكيين لديهم رؤية واضحة ومحددة للوضع في سوريا، وبالتالي عدم سقوط الأسد بسبب العقوبات لا يعني خيبة أمل لواشنطن التي تركز على أهداف مكافحة الإرهاب في سوريا واحتواء التنظيمات الإرهابية ولم يكن لديها منذ البداية استراتيجيات أوسع في إطار الحرب السورية".

 

روسيا أقوى لاعب

 

وقال "شارنوف" إن روسيا هي أقوى لاعب خارجي في سوريا والعلاقة السورية – الروسية تعود إلى الخمسينيات عندما اتحد البلدان حول الهدف المشترك المتمثل في عرقلة جهود واشنطن لإبرام معاهدات سلام منفصلة بين إسرائيل والدول العربية، مكنت روسيا من لعب هذا الدور بالإضافة إلى المتغيرات في المنطقة والتي دفعت روسيا للاستثمار بدعم الأسد لتحصل لاحقاً على موطئ قدم محتمل في شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وأضاف أن عدم التدخل الأمريكي منذ البداية "عزز موقع روسيا خاصة أن الدعم الروسي جعل الأسد ينتصر عسكرياً وصعّب مهمة إحداث تغيير كبير على واشنطن، ليصبح الأسد اليوم في موقع قوة على الرغم من الانهيار الاقتصادي".

 

وأشار الباحث، إلى أن روسيا حتى وإن رغبت اليوم بالبحث عن بدائل كما نسمع عن اجتماعاتها مع معاذ الخطيب في الدوحة، واجتماعات أخرى لروسيا مع معارضين، فإن "الأسد اليوم قادر على تحدي رغبة روسيا أيضاً والبقاء في السلطة طالما القوة العسكرية الأخرى المتمثلة بإيران لا تزال تقاتل لأجله وتحاول منع روسيا من الهيمنة بشكل كامل على المشهد السياسي في سوريا".

 

وقال "شارنوف" إن الدور الإيراني بالرغم مما تعانيه طهران اليوم من ضغط العقوبات والقصف الإسرائيلي الذي يستهدفها في سوريا، "إلا أنه دور محوري قادر على التأثير على روسيا لإبقاء الأسد رغم محاولات الأخيرة لتنسيق وضع شمال غربي سوريا مع تركيا في مخططات تحاول إيران عرقلتها".

 

طرفي نقيض

 

وفيما يخص العلاقة الروسية ـ التركية في سوريا، قال "شارنوف" إنها "معقدة ولم يتفق الطرفان حتى الآن إلا على الرغبة بإخراج الولايات المتحدة من سوريا، إلا أنهما على طرفي نقيض من الصراع ومن المستبعد أن تقبل روسيا بتوسع النفوذ التركي في سوريا أو أن تكون المعارضة التابعة لتركيا بديلاً عن الأسد".

 

ولفت إلى أن مناورات تركيا في ليبيا "ليست إلا محاولة من أردوغان للتعويض عن انتكاسات وإخفاقات سياساته الخارجية التي تحولت من (صفر مشاكل) إلى صراعات عديدة تخوضها تركيا على أكثر من جبهة".

 

ويَعِدُ أردوغان الشعب التركي بمكاسب اقتصادية من الحرب الليبية، "إلا أن الصراعات المفتوحة لأردوغان ستحول دون استقرار المنطقة وتحقيق أهدافه بتعزيز مكانة تركيا في سوريا والعراق وليبيا"، بحسب "شارنوف".

 

وأشار الدكتور مايكل شارنوف، الأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى بجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إلى أن أردوغان إذا أراد فعل ذلك "يحتاج أن يأخذ خطاً مغايراً تماماً يبدأ بإصلاح العلاقات مع دول المنطقة مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، لأن روسيا لن تسمح له بتحقيق أهدافه في المنطقة التي تريد السيطرة عليها في ظل الغياب الأمريكي، والدول العربية تميل إلى القبول بالنفوذ الروسي ودعم روسيا إن تطلب الأمر أكثر من تركيا، أما الولايات المتحدة فليست بصدد إنقاذ تركيا من الصراعات التي أغرق أردوغان البلاد فيها".