“مجزرة” التضامن.. جريمة حرب تتعالى فيها أصوات تطالب بمحاكمة الجناة
دمشق- نورث برس
قال الصحافي في صحيفة الغارديان البريطانية مارتن تشولوف معد تقرير مجزرة التضامن، إن “دعم المجتمع الدولي واعترافه ضروريان لتسليط الضوء على العديد من جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا”.
وأضاف “تشولوف”، لنورث برس عبر التواصل معه عن طريق الواتس آب، أنه “لم يكن الدعم موجوداً، خاصة على مدى السنوات الـ 12 الماضية، حيث كان هناك العديد من الجرائم التي ارتكبها النظام والتي لم يتم الاعتراف بها على أنها جرائم خطيرة”.
وأشار إلى أن “قيصر خير مثال على ذلك، كما تعلمون كان هناك الكثير من الأدلة على ما فعله النظام من تجويع وقتل وتعذيب للناس في سجونه، هذه المرة ومع انتشار هذه المقاطع، أعتقد أنه قد يكون هناك المزيد من الأمل في أن شيئاً ما سينتهي أخيراً”.
وأعرب الصحفي عن اعتقاده أن “هذا الفيديو سيكون له تأثير فيما يتعلق بإطلاق بعض محاكمات جرائم الحرب ضد الأسد”.
وقال: “أمضيت جزءاً كبيراً من مسيرتي المهنية في الكشف عن الفظائع التي ارتكبها النظام. وهذه ليست المرة الأولى التي أفعل فيها هذا، وقد التزم العديد من زملائي بتسليط الضوء على ما يحدث في سوريا وقول الحقيقة”.
وقلل المجتمع الدولي من “جرائم نظام الأسد لأنهم لم يكونوا مستعدين لتحمل العواقب، لكنني أعتقد أنه ليس خوفًا، وإنما مجرد عدم رغبة، لكني أعتقد أن ذلك تلاشى الآن أو ربما بدأ بالتلاشي”.
وأعرب الصحفي في الغارديان البريطانية مارتن تشولوف، عن أمله في أن يكون هذا الفيديو “بمثابة بصيص أمل في تحقيق بعض العدالة للشعب السوري”.
“كانت بمثابة الصاعقة“
ومع رؤية التسجيل المصور لمجزرة التضامن، تبددت كل آمال سمر الدروبي (38 عاماً) بعودة والد طفليها الذي توجه صبيحة السادس عشر من نيسان/ أبريل 2013، إلى مكان عمله اليومي دون رجعة.
وتقول “الدروبي” وهو اسم مستعار لإحدى ذوي ضحايا المجزرة، إنها “رأت زوجها لأول مرة بعد تسعة أعوام من اختفائه عام 2013، في مجزرة بشعة يندى لها الجبين”.
وتضيف “الدروبي”، لنورث برس عبر تطبيق الواتس آب، أن رؤية التسجيل المصور للمجزرة، كان “بمثابة الصاعقة بالنسبة لها”.
وتشير إلى أن آخر ما سمعته من زوجها كان في آخر اتصال دار بينهما أنه انتهى من عمله وأنه يتوجه إلى منزله في السادس عشر من نيسان/ أبريل 2013″.
وتقول الثلاثينية إن بعض السكان أخبروها أن زوجها الذي كان يعمل كعامل مياومة، “اعتقل من قبل عناصر حاجز “نسرين” التابع للقوات الحكومة السورية”.
ويعرف عن هذا الحاجز أنه ذو “سيط سيء، ومتهم بارتكاب انتهاكات يومية بحق سكان المنطقة”، بحسب ” الدروبي”.
وحاولت “الدروبي” الاتصال بزوجها مراراً، لكن هاتفه كان خارج نطاق الخدمة، لتقوم بمراجعة الحاجز والسؤال عن مصير زوجها المعتقل لديها، لكن دون جدوى.
بدورها، تابعت فاطمة محمد (60 عاماً)، الفيديو بقلق ولم تتمكن من معرفة فيما إذا كان ولدها، الذي فقد منذ عام 2012 أثناء توجهه إلى مدينة دمشق، بين الضحايا أم لا.
وأضافت “محمد” أنهم “دفعوا رشاوى لأكثر من مرة لضباط في المخابرات السورية، من أجل معرفة معلومات تفيد بمصير ولدها المفقود، لكن دون جدوى”.