صحيفة إسرائيلية: "النظام السوري" يعلم جيداً من هاجم أراضيه في الليلتين الأخيرتين

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، السبت، إن "النظام السوري يعلم جيداً مَن هاجم أراضيه في الليلتين الأخيرتين. لديه أجهزة رادار ومنظومات دفاع جوي متطورة، وهو يعرف جيداً الجهة التي تنتمي إليها الطائرات المهاجمة، وكيف نفّذت مهمتها".

 

وترى الصحيفة أنه من الممكن الافتراض أن "التقارير الآتية من سوريا بشأن ثلاث موجات من الهجمات الأسبوع الماضي هي تقارير موثوق بها. بالاستناد إلى التقارير المتعددة الآتية من سوريا، والأفلام التي تظهر صورة واضحة جداً للنشاط الإيراني في سوريا، ومساعدة النظام السوري لهذا النشاط، وما أراد الجيش الإسرائيلي تحقيقه في الهجمات".

 

ويبدو مؤخراً أن الإيرانيين خففوا كل ما له علاقة بنشاط مباشر لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سوريا بالقرب من الحدود في هضبة الجولان". جرى هذا في أعقاب اغتيال سليماني ووباء كورونا الذي يؤذي إيران، ليس صحياً فقط بل اقتصادياً أيضاً، بحسب الصحيفة.

 

وتقدر إسرائيل أن خليفة سليماني إسماعيل قاآني يركز على أمرين، "يساعد أنصاره قوات الحكومة السورية في حربها على المجموعات الإسلامية المسلحة من السنّة في محافظة إدلب، ومشروع الصواريخ الدقيقة ونشر منظومة صواريخ واسعة في سوريا ولبنان".

 

والأهداف التي هوجمت الأسبوع الماضي في سوريا تقع في شمالها وشرقها والجنوب الشرقي، ومن أجل إخفائها عن الاستخبارات الإسرائيلية يبدو أنه جرى توزيعها على مخازن غير كبيرة قريبة من منشآت لقوات الحكومة السورية، أو في داخلها كي يكون من الصعب على سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمتها.. وهذا ما أكدته أيضاً مصادر استخباراتية مقيمة في أراضي "48" لـ"نورث برس".

 

واستهدفت الهجمات المنسوبة لإسرائيل قبل أيام، راداراً ومركزاً للرقابة والتحكم للقيادة الجوية السورية، إضافة لأهداف إيرانية.

 

وتشدد تل أبيب على أن قصفها في سوريا بالأيام الأخيرة هو أيضاً رسالة إلى الحكومة السورية مفادها، "ما دمتم تقدمون غطاء وتدافعون عن الإيرانيين، ستواصلون دفع ثمن باهظ، على الرغم من عدم الاهتمام، على الأقل حالياً، بمواجهة مباشرة مع النظام السوري وجيشه"، بحسب مراقبين.

 

وفي إطار التفاهمات مع روسيا، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام، فإن إسرائيل "لا تهاجم مباشرة نظام الأسد أو الجيش السوري، إلّا إذا عرقلا مهاجمتها في إطار معركة بين الحروب للتمركز الإيراني في سوريا ضد إسرائيل، ومشروع الصواريخ الدقيقة التي تعطيها إيران لحزب الله في لبنان".

 

وبحسب مراقبين، فإنه على ما يبدو، فإن الروس حصلوا على تحذير قبل دقائق من كل موجة هجمات وقعت في أماكن بعيدة عن أماكن وجود عناصر الجيش الروسي.

 

ويحرص الروس أيضاً على عدم وضع الإيرانيين منشآت تخزين صواريخهم بالقرب من منشآت يوجد فيها الجيش الروسي، مع أن الإيرانيين فعلوا ذلك أكثر من مرة في سوريا.

 

ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن الرسالة "المهمة" للهجوم المنسوب إلى إسرائيل مؤخراً تشبه الرسالة التي تُنقل مرة بعد مرة في الفترة الأخيرة إلى النظام في إيران: "لن نسمح لكم بالتمركز في سوريا، وسنعرقل بقدر المستطاع مشروع الصواريخ الدقيقة؛ ستدفعون الثمن بالدم والمال على عمليات ميؤوس منها، لن تمنحكم في نهاية الأمر تفوقاً عسكرياً والقدرة العسكرية المطلوبة لضرب إسرائيل إذا اندلعت حرب كبيرة".