فريق "قيصر" لـ "نورث برس": الأسد مجبر على قبول مرحلة انتقالية والقامشلي لن تتأثر كثيراً بالعقوبات
القامشلي – هوكر العبدو – نورث برس
كشف فريق "قيصر"، وهي مجموعة أنشاها الكونغرس الأمريكي لتقدم الاستشارة للإدارة الأمريكية بشأن تطبيق العقوبات على الحكومة السورية، لـ "نورث برس" أن الرئيس السوري بشار الأسد مجبر على قبول مرحلة انتقال سياسي في سوريا وأن منطقة شمال شرق سوريا لن تتأثر كثيراً بالعقوبات، وسيكون حالها أفضل من المناطق السورية الأخرى.
"لا خيار أمام دمشق"
وقال نزار زكا، عضو فريق "قانون قيصر" ومدير برامج المؤسسة الأمريكية لتكنولوجيا السلام في اتصال هاتفي مع "نورث برس"، إن الحكومة السورية لا تملك خيار آخر، سوى الاتجاه نحو مرحلة انتقالية في سوريا ولا يمكنها تجاهل عقوبات قيصر".
وأشار "زكا"، المقيم في واشنطن، إلى وجود فرص ستزيد من تأثير العقوبات على الحكومة في هذه الفترة، منها تدهور الوضع الاقتصادي في إيران وتشديد الضغوط على المنافذ الحدودية بين سوريا ولبنان وهذا ما سيساعد على تقليص الدعم للحكومة السورية.
ويترقب المسؤولون في لبنان، تبعات القانون خشية أن يؤثر على الوضع المعيشي فيه لا سيّما أن هناك معابر غير شرعيّة يسيطر عليها "حزب الله" مع سوريا، فيما ترى واشنطن أنها تصيب "حزب الله" في الصميم.
ويعتبر "زكا" أحد عرابي القانون ويعمل إلى جانب أعضاء آخرين في فريق "قيصر" الذي أنشأه "الكونغرس الأمريكي" ليضم استشاريين من بلدان يشملها القانون مهمتهم إعداد لوائح بأسماء أشخاص وكيانات وشركات تدعم الحكومة السورية.
"لا تشبه سابقاتها"
وحول الفوارق التي تختلف فيها العقوبات التي يلزمها قانون قيصر عن العقوبات المفروضة سابقاً من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أوروبية على الحكومة السورية قال "زكا": "القوانين السابقة كانت تستهدف نقاط محددة، أمّا قيصر الحالي فيغلق جميع النوافذ والطرقات أمام دعم الحكومة".
وأضاف "القانون لا يشمل فقط من يتعامل مع النظام، أنما جميع من يعمل على دعم حلفاء النظام السوري أيضاً، فمثلاً من يقدم الدعم لحزب الله اللبناني أو الحشد الشعبي العراقي سيخضع للعقوبات، وبهذه الطريقة يغلق القانون جميع الطرقات أمام النظام السوري".
وكان خبير تقنيات المعلومات، اللبناني نزار زكا المقيم حالياً في واشنطن، قد اعتقل من قبل السلطات الإيرانية أثناء زيارته إيران عام 2015، بتهمة "العمل لصالح الولايات المتحدة"، فيما تم الافراج عنه في حزيران/يونيو عام 2019 بطلب من مسؤولين لبنانيين.
القامشلي "لن تتأثر كثيراً"
و حول تأثير "قيصر" على الواقع الاقتصادي في شمال شرقي سوريا التي تديرها الإدارة الذاتية وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية قال، "هذه المنطقة لن تتأثر كثيراً بالعقوبات".
وتابع لـ "نورث برس"، "سيكون الوضع في مدينة القامشلي وحولها أفضل بكثير، لأنها تحصل على كميات جيدة من الدولار والعملات الأجنبية مقارنةً بالمناطق السورية الأخرى، ولكن ربما تتأثر قليلاً نتيجة تأرجح العملة المحلية في سوريا والنظام السوري وراء هذا الانهيار".
وحول الحركة التجارية بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق الإدارة الذاتية قال إن "العقوبات لا تشمل التجارة المدنية الصحيحة في سوريا".
وأورد "زكا" مثالاً : "الأفراد والشركات الذين يعملون في تجارة المواد الغذائية والسلع والبضائع الأخرى بين القامشلي ودمشق لن يخضعون لعقوبات".
وخلال الفترة السابقة، أعرب مسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن قلقهم حيال تأثر المنطقة الشمالية الشرقية بالعقوبات الأمريكية كونها جزء من الجغرافية السورية.
وقال بدران جيا كرد، مستشار الإدارة الذاتية، في وقتٍ سابق لـ "نورث برس"، إن "آليات الإدارة الأمريكية حيال استثناء مناطقنا غير واضحة وملموسة ولا تزال هناك حركة تجارية مهمة بين هذه المناطق والداخل السوري".
وفي المقابل، قال ممثل وزارة الخارجية الأمريكية في شمال وشرقي سوريا، السفير ويليام روباك، لـ "نورث برس"، إن "العقوبات لن تستهدف مناطق شمال وشرقي سوريا أو الشعب السوري بل ستستهدف النظام السوري فقط".
ويرى مراقبون للشأن الاقتصادي أن العقوبات ستشمل كامل الجغرافيا السورية، في حين لن تتمكن واشنطن من استثناء المناطق التي تقع خارج سيطرة دمشق على عكس التصريحات الأمريكية.
"لا يستهدف المدنيين"
وقال نزار زكا عضو فريق "قيصر" لـ "نورث برس": يشاع عن القانون أنّه سيفرض عقوبات ضد الشعب السوري لكنّه غير ذلك"، لافتًا إلى أنّه "يصب في مصلحة السوريين وجاء كخطوة لحماية المدنيين من الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية، ولن يستهدف القانون أي حالة شعبية أو حالة تجارية مدنية".
وتابع أن الحكومة السورية تعتمد بالدرجة الأولى في تمسكها بالسلطة على أفراد وشركات يقومون بدعمها بمختلف المجالات وليس لها دعم مباشر من الشعب السوري، لذا لا يستهدف العقوبات أي حالة شعبية.
" لوائح عقوبات كبرى"
وحول مراحل القانون قال نزار زكا لـ"نورث برس": "العقوبات تستمر لمدة /10/ سنوات من تاريخ تنفيذ القانون، ولها عدة مراحل على شكل لوائح عقابية".
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من العقوبات بدأت فعلياً من خلال إصدار لائحة صغيرة تضمن داعمين للحكومة السورية، و"كان هذا فقط بمثابة إنذار لجميع الداعمين للنظام السوري وحلفائه في سوريا".
وتابع "الإدارة الأمريكية بصدد إصدار لوائح عقوبات كبرى في المرحلة القادمة في حال لم يتوقف هؤلاء عن دعم النظام السوري".
ودخلت المرحلة الأولى من قانون قيصر حيّز التنفيذ، في 17 حزيران/ يونيو الجاري، وفق ما أقره مجلس الشيوخ الأمريكي في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، وتقضي بفرض عقوبات على /39/ شخصية وكياناً في سوريا تعتبرها واشنطن مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان، من بينها الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس.
وينسب اسم القانون إلى مصور عسكري كان يعمل في الطب الشرعي لقب بـ"القيصر" انشق عن قوات الحكومة السورية عام 2013، وقدم نحو 55 ألف صورة وثقت عمليات قتل واسعة ارتكبتها الأجهزة الأمنية السورية في حق مدنيين ومتظاهرين، خلال سنوات الحرب الدائرة في سوريا منذ 2011.