حلوى يدوية الصنع غائبة عن منازل سكان في الرقة بعيد الفطر
الرقة – نورث برس
تتحسر فاطمة الخليف (39 عاماً) وهي من سكان مدينة الرقة، شمالي سوريا، على عدم قدرتها على صناعة حلويات العيد لأطفالها وعائلتها مع اقتراب عيد الفطر، بسبب ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعتها.
وفي السنوات الماضية وقبل حلول العيد بعدة أيام، اعتادت السيدة الثلاثينية، التي تتألف عائلتها من ثمانية أشخاص، على صناعة الحلويات يدوياً في المنزل، لكنها استغنت عن هذا التقليد.
وتضيف “الخليف” أن تكلفة المواد تصل لأكثر من مئة ألف ليرة سورية في حال أرادت تحضير كمية من الحلوى لتغطية حاجة الأطفال والعائلة وتقديمها لبعض الضيوف المقربين، “وهذا المبلغ ثقيل نوعاً ما على مصاريف العائلة الأساسية”.
وتصف السيدة حسرتها بلهجتها المحلية: “هي السنة رح احرم ولادي من حلوى العيد يلي متعودين كل عيد ياكلوها، وخصوصاً الكليجة، بس شو بدي أعمل ما قدرت اتحمل تكاليف احتياجاتها والمواد”.
ومع قرب حلول عيد الفطر، استغنت عائلات في الرقة عن تحضير الحلويات التقليدية كالكليجة والمعمول وغيرها بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية اللازمة لصناعتها.
وتواصل أسعار المواد الأساسية الارتفاع، حيث وصل سعر كيلوغرام من السكر ما يقارب خمسة آلاف ليرة سورية، بينما وصل ثمن كيلوغرام الطحين لما يقارب ثلاثة آلاف ليرة سورية، ووصل سعر ليتر الزيت النباتي لما يقارب ٩٥٠٠ ليرة سورية.
واتضح تأثير غلاء الأسعار على تحضيرات واستعدادات السكان في الأسواق، حيث تراجعت الحركة عما كانت عليه في الأعوام السابقة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي لغالبية السكان.
وفضل إبراهيم الحسين (43 عاماً) وهو من سكان مدينة الرقة، شراء حلويات جاهزة من بسطة في سوق تل أبيض وسط المدينة، عوضاً عن تحضيرها في المنزل، ولكنه قلل من الكميات ” فأسعارها أيضاً أصبحت مضاعفة”.
ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من ضيافة العيد (السكر) حوالي عشرون ألف ليرة سورية للجودة المتوسطة.
بينما يبلغ ثمن الكليو غرام الواحد من الكليجة ذات النوعية العادية في البسطات ما يقارب ١٣ ألف ليرة سورية، ويصل في الأفران لما يقارب ١٦ ألف ليرة سورية.
ويصف “الحسين” ارتفاع الأسعار بـ”الخيالي”، ما أدى لعدم تمكن شريحة كبيرة من شراء ملابس جديدة وحلوى العيد لأطفالها.
ويضيف: “العيد أصبح يوماً عادياً كباقي الأيام، بسبب عدم القدرة على التجهيزات الكاملة لاستقباله كما جرت العادة”.
وفي محله الخاص بصناعة وبيع الحلويات والمعجنات في المدينة، يتحدث علوان العيسى (38 عاماً) عن الإقبال الضعيف على الشراء، حيث لم يشهد المحل النشاط الذي كان اعتاد عليه خلال الأعياد الماضية.
وأرجع البائع سبب الغلاء إلى ارتفاع أسعار المواد وارتباطها بسعر صرف الدولار، إضافة إلى الضرائب.