دمشق.. الغلاء يدفع عائلات للاستغناء عن صناعة أو شراء أصناف الحلويات التقليدية
دمشق- نورث برس
في عشوائيات المزة بمدينة دمشق، تنهمك أم سالم (70عاماً) بصناعة حلويات من البسكويت مع القليل من الحليب بعدما استغنت عن المعمول بأنواعه وأقراص العيد (صنف من الحلويات) بسبب ارتفاع أسعار المواد.
وقالت السيدة السبعينية وهي تنحدر من مدينة حمص، إنها اشترت العام الماضي 10 كيلوغرامات من الطحين وتفننت بصناعة أقراص العيد والمعمول والراحة وغيرها.
لكن هذا العام، استغنت عن كل هذه الأصناف، نتيجة ضيق الحال، حيث تكلف الكمية ذاتها حوالي 200 ألف ليرة سورية تقريباً وهو مبلغ يفوق قدرتها الشرائية.
وأشارت “أم سالم” التي اكتفت بالتعريف عن نفسها بهذا الاسم، إلى أن صناعة البسكويت مع الحليب، كلفتها 15 ألف ليرة فقط للطبق الواحد وهي كمية تكفي قرابة ثمانية أشخاص.
وفي دمشق، استغنت عائلات عن أصناف الحلويات التي اعتادوا على صناعتها في المنازل أو شرائها من المحال بسبب ارتفاع الأسعار وتدني المستوى المعيشي.
وتتفاوت أسعار الحلويات والمواد الداخلة في صناعتها من منطقة إلى أخرى ومن محل لآخر، ففي منطقة الجزماتية تبدأ الأسعار من 25 ألف ليرة سورية لكيلوغرام المعمول بالتمر أو العجوة كما تسمى، وتصل لمئة ألف ليرة سورية عند المحال على أوتوستراد المزة وفي الشعلان.

بينما يبلغ سعر كيلوغرام المعمول بالجوز 35 ألف في الجزماتية ويتجاوز 110 آلاف في المحال.
وفي ظل هذه الأسعار، تشهد المحال إقبالاً “خجولاً جداً” على الشراء، وفقاً لما يذكره خالد محمد (40 عاماً) وهو شيف حلويات في محل بمنطقة الجزماتية، حيث يلجؤون لصناعة كميات قليلة يومياً.
وقال “محمد” بلهجته المحلية، “حتى نحن كمحال تجارية صرنا نعمل معمول ع الريحة”، في إشارة إلى التقليل من كمية المواد الرئيسية.
وفي رده على غلاء الأسعار، أجاب أن “هامش الربح قليل جداً أمام أزمات البلد وغلاء كل شيء، حيث وصل سعر 2 كيلوغرام من السمن النباتي لـ40 ألف ليرة”.
وأشار إلى أن الأسعار هذا العام ارتفعت بما يقارب الـ 200 بالمئة عن العام الماضي، حيث كان سعر كيلوغرام من المعمول بعجوة النوع المتوسط 15 ألف ليرة سورية، بينما اليوم النوعية المتوسطة والعجوة المدعومة تصل لـ 75 ألف ليرة سورية.
وتؤكد همسة محمد (50 عاماً) وهي سيدة من منطقة صحنايا بريف دمشق تصنع كعك العيد في منزلها بحسب طلب عائلات، أن إقبال السكان على الشراء وصناعة الحلويات ضعيف هذا العام، حيث أنه “حتى الآن ونحن على أبواب العيد لم أصنع سوى 20 كيلوغرام من طحين”.
وقبل عدة أيام، اشترت ناهد علي (47 عاماً) وهي من سكان وادي المشاريع بدمشق، ثلاثة كيلوغرامات من الطحين ومحلب وشمرا، ويانسون وحبة البركة وجوزة الطيب وكيلوغرام سمن نباتي، وليتر زيت نباتي وصحن عجوة تمر صغير وفستق، بـ 80 ألف ليرة ليرة لتحضر حلويات العيد التقليدية التي تسمى في منطقتها “قراص العيد والمعمول”.
وتشير “علي” التي تنحدر من مدينة مصياف بريف حماة، إلى أنها استدانت من جارتها 40 ألف ليرة سورية، أي نصف ثمن المقادير، كي تستطيع إنجاز حلويات العيد.
والعام الماضي، صنعت السيدة الأربعينية خمسة أصناف من حلويات وهي الأقراص والمعمول بالجوز والعجوة والفستق الحلبي وصنعت بيتفور وكانت التكلفة ما يقارب الـ 50 ألف ليرة سورية لكل الأنواع ولكنها استغنت هذا العام عن عدة أصناف منها.