“رائحة الموت والدّماء” هذا ما يشتَمُه الأرمن في ذكرى مجزرتهم كل عام

القامشلي – نورث برس

يشتم هاكوب دورناديان، وهو طبيب من مدينة القامشلي، الأحد،  نفس رائحة الموت والدّماء، التي كانت تتسلل إلى أنفه عندما كان أجداده يحدثونه عن ذكرى المجازر الأرمنية. 

ويقول “دورناديان”، لنورث برس، إنّ “هذا اليوم يصادف عيد القيامة عند السّريان الذّين يتبعون التّقويم الشّرقي، وفي نفس الوقت هو محطة فاصلة في حياة الأرمن، فبعده أبيد أكثر من مليون ونصف أرمني”.

وجاء ذلك خلال حفل استذكاري نظمته الكنيسة الأرمنية الأرثودوكسية بالقامشلي، في الذّكرى السّابعة بعد المئة على مجازر الأرمن، التي امتدت بين عامي 1915 و1917.

وهو يغمض عينيه بأسف وحرقة، يصف “دورناديان”، هذا اليوم بـ “الغيمة التي حجبت الشّمس عن الأرمن”، معتبراً أنه “لا بد أن يأتي يوم وتنجلي لتشرق الشّمس من جديد ويطالب الأرمن بحقهم الذي سلبه العثمانيون (تركيا)”.

وفي عام 2021، أعلن الرّئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ المذابح التي تعرض لها الأرمن في الدّولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى هي “إبادة جماعية”.

ودعت ماري ميلكون، العضوة في اللجنة الإعلامية لمطرانية الأرمن الأرثودوكس بالقامشلي، المجتمع الدّولي “للاعتراف” بالمجازر التي “لا ينكرها التّاريخ”.

وفي عام 2020، اعترفت حكومة دمشق بالإبادة الأرمنية على يد العثمانيين وقبلها اعترفت 30 دولة حول العالم بها، في حين ترفض تركيا الاعتراف، وتعتبرها خسائر للصراع بينها وبين روسيا، آنذاك.

وهي تُشير بأصبعها إلى رفات ضحايا الإبادة التي جُلبت من مدينة دير الزّور من كنيستي الشّهداء القديسين ومركدة، تقول ماري إنّ هذه “ذخائرنا من الشّهداء، التي حصلنا عليها بعد التّنقيب في البّادية السّورية”.  

ويوجد في ناحية مركدة بدير الزّور كهوف من جماجم ضحايا مجازر الأرمن، إضافة إلى أنّ الأرمن يحتفظون ببقايا رفات الضّحايا في قربان مقدس، ولكن التفجيرات “الإرهابية” خلال سنوات الحرب، تسببت بضياع قسم كبير منها.

وتعتبر الإعلامية بلدتي مركدة والشّدادي “شاهدتا عيان”، على أجدادهم الذين لقوا حتفهم من الجوع والعطش.

ويهاجر العديد من الأرمن من سوريا ولا سيما في السّنوات الأخيرة، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية، بسبب الحرب.

وتقول “ماري”، إنّهم “ما يزالون هنا”، وحتى لو لم يبقى منهم إلا أرمني واحد، سيظلون يطالبون تركيا والعالم بالاعتراف بالمجازر.

إعداد : رغد المطلق . تحرير : آيلا ريّان