البرلماني السوري عمر أوسي: لا أجندة لدى الحكومة السورية لحل القضية الكردية في سوريا
دمشق – زنار محمد – نورث برس
قال البرلماني السوري عمر أوسي إن الحكومة السورية لا تملك حتى الآن أية أجندة لحل القضية الكردية في سوريا، محذراً من احتمالية ما وصفه بـ"استغلالها" من قبل قوى خارجية ضد البلاد التي تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية لمواجهات تبعات قانون قيصر.
وقال أوسي في حديث لـ"نورث برس": "استطيع أن أقول بجرأة أن الدولة ليس لديها أي أجندة لحل القضية الكردية في سوريا حتى الآن".
وأبدى اعتقاده أن على الحكومة السورية أن تبادر إلى "حل القضية ضمن السيادة السورية، وذلك لمصلحتها، ولا سيما في ظل الأوضاع الصعبة والحصار السياسي والاقتصادي الذي تمر به سوريا".
وقال البرلماني أيضا، "يجب الإسراع في هذه الخطوات ولا بد من توحيد الخطاب السياسي، فالناس ضمن الحكومة والسلطة تعودوا على إقصاء الكرد السوريين من الحياة الوطنية وهذا خطأ كبير وجريمة ترتكب بحق سوريا".
وأردف أن على الدولة السورية أن "تشكل حكومة وحدة وطنية قوية خاصة بعد الانتخابات البرلمانية، وأن يتواجد فيها ممثلين عن كل مكونات الشعب السوري،… وإلا فإن الخارج سيستغل ويستخدم القضية الكردية ضد الدولة السورية"، بحسب تعبيره.
وأضاف "أوسي" أن على الحكومة السورية أن "تغيّر سياساتها وأن تحتضن الكرد وتدخل مفاوضات وحوارات جدية وتقدم التنازلات اللازمة والمحقة، فحقوق الكرد السوريين هي حقوق مشروعة يجب أن تستجيب لها الحكومة"، وفق قوله.
إلا أنه بيّن أنه ومن حيث موقعه في مجلس الشعب، لا يستطيع وليس لديهم الأداة التنفيذية على إجبار الدولة لخوض المفاوضات، معرباً عن أمله في أن "يسمح الرئيس للمسؤولين بإفساح المجال أمام مفاوضات دون وسطاء، ولو تطلب الأمر فهناك الحلفاء الروس وغيرهم، ممن يستطيعون أن يساعدوا على تقريب وجهات النظر".
في السياق ذاته طالب الكرد السوريين بعدم الرهان على المشروع الأمريكي، "لكونها دولة براغماتية ولن تتخلى عن حليفتها الأطلسية في الناتو، تركيا، وهي بأي لحظة قادمة من الممكن أن تبيع الأكراد لتركيا"، بحسب تعبيره.
وقال إنه يطالب دائما عبر مداخلاته في جلسات مجلس الشعب الحكومة السورية باستئناف الحوار بين الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وبين حكومة دمشق على أن يقدّم الجانبان التنازلات لإنجاز هذا الحوار، المتوقف منذ أكثر من عام.
حقوق الكرد "مشروعة"
وقال "وهذا من مصلحة البلد ومن حق الكرد السوريين المطالبة بحقوقهم المشروعة وبضماناتهم الدستورية، وأن يكون هناك اعتراف في الدستور الجديد بالكرد كمكون ثاني بعد العرب".
ورأى أن "على الكرد التنسيق مع الحكومة السورية بغرفة عمليات عسكرية سياسية مشتركة"، مضيفاً أن "لا ضير من رفع العلم السوري على كل المؤسسات إلى جانب رفع علم الإدارة الذاتية وهذا يخفف من حالة انعدام الثقة بين الجانبين".
"قسد نواة للجيش السوري"
وحول الحوار الكردي – الكردي عبر أوسي عن دعمه للحوارات مطالباً بأن "تتوسع هذه المباحثات لتشمل جميع الأحزاب الكردية مهما كانت صغيرة"، واعتبر أن المهم فيها هو أن تنتج برنامج وأجندة كردية موحدة، "تشمل جميع الأحزاب الكردية وحتى الكرد المواليين للدولة".
وطالب "كرد سوريا" بأن يفكوا الارتباط مع الخارج ويشكلوا منصة تخصهم، "ليتفاوضوا على أساسها إن كان في جنيف أو آستانا أو دمشق وأن يشمل الأخوة في الإدارات الذاتية وأن تتحول قسد لنواة الجيش السوري لسوريا القادم".
حرب من نوع آخر
وعن تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدولار قال أوسي إن سببه "استشراء للفساد لوجود طبقة من التجار الفاسدين الذين يلعبون بلقمة المواطن، وهم شركاء مسؤولين في مفاصل صنع القرار بسوريا وهذا له تأثير كبير على قضية الغلاء وخاصة الاحتياجات الغذائية والدواء، كل هذا يضع سوريا أمام استحقاقات خطيرة وأوضاع كارثية".
وأكد أنه انتقد في مداخلته خلال جلسة لمجلس الشعب الأداء السلبي للحكومة وطالب بوضعها أمام مسؤوليتها، إما أن تقدم استقالتها أو أن يلجأ البرلمان السوري لصلاحياته الدستوري ومطالبته بحجب الثقة عن الحكومة، "وتمت الاستجابة من الرئيس السوري بشار بعد هذه الجلسة وأقٌيل رئيس الوزراء عماد خميس في 12 حزيران الجاري".