لجنة الدفاع عن الحريات الدينية في أمريكا تقترح دعماً للإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
ناقشت هيئة الحريات الدينية في شمال شرقي سوريا في واشنطن، أمس الأربعاء، ضرورة إيجاد آلية أمريكية خاصة لضمان عدم تأثر مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا بعقوبات "قيصر".
واقترحت الهيئة في مؤتمر خاص عقدته في واشنطن، أمس الأربعاء، على الإدارة الأمريكية سلسلة إجراءات لدعم الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، في ظل قرب تطبيق قانون "قيصر".
كما طالبت الهيئة والتي يُعيّن بعض أعضاءها بشكل مباشر من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمنع ما يسمى بـ"الجيش السوري الوطني" التابع لتركيا من ارتكاب إبادة عرقية بحق الأقليات، داعية تركيا والميليشيات المدعومة منها إلى الخروج من سوريا.
وقال مايكل روبين، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية والباحث في معهد "أمريكا إنتربرايز"، في شهادته أمام اللجنة إن قيادة قوات سوريا الديمقراطية التزمت إلى حد كبير بالحفاظ على التوازن ومنحت الحريات الدينية للأقليات في المناطق التي تسيطر عليها، بينما لا يمكن القول بإن تركيا فعلت نفس الشيء.
وأوضح أن التدخل العسكري التركي في كانون الثاني/ يناير 2018، في مدينة عفرين والذي جاء بذريعة "مكافحة الإرهاب" على حد زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "جلب معه الارهاب وزعزعة الاستقرار وتقويض الحريات الدينية خاصة في مدينة "عفرين" ذات الغالبية الكردية بينما لم تقدّم تركيا أي دليل بأن الوحدات الكردية كانت قد قامت بأي عمل إرهابي من عفرين".
سجل من الانتهاكات
واتهم روبين "تركيا والميليشيات المدعومة منها بارتكاب سجل طويل من الانتهاكات بحق المكونات المختلفة في عفرين والمدن التي تحتلها تركيا".
إذ يتم منع تسجيل السكان المحليين بالأسماء الكردية التي يختاروها، وترفض الإدارة التركية إصدار بطاقات الهوية الشخصية للنساء المسيحيات والأقليات في المنطقة، كما تلاحق السلطات المدعومة تركياً النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب والزي الذي تفرضه القوات المتشددة التي تدعمها تركيا، وهي إجراءات متسقة مع سلوك (الإبادة العرقية) وليس مكافحة الإرهاب)، بحسب "روبين".
وقال روبين، إن تصريحات جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا والتي "تبدي تهاوناً أمريكياً مع انتهاكات تركيا، شجّعت الجانب التركي على استنساخ تجربتها في عفرين في مناطق أخرى".
واقترح أن يركّز الكونغرس في مشاريعه المقبلة على طرح عقوبات تحاسب تركيا على الانتهاكات "الشنيعة" التي حدثت على هامش سيطرتها على مناطق من شمال شرقي سوريا.
تعددية "قسد"
من جانبها تحدّثت الباحثة الأمريكي ايمي هولمز، في شهادتها أمام اللجنة عن دراسة أجرتها حول التعددية التي تتمتع بها قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت إن "قسد" تضم في صفوفها العسكرية والمؤسسات السياسية والخدمية التابعة لها أعداداً كبيرة وبنسب عادلة من العرب والمسيحيين والكرد الذين قاتلوا معاً تنظيم "الدولة الإسلامية" ويديرون المنطقة عبر جهود جماعية.
إجراءات سريعة
واقترحت ايمي هولمز، أن تقوم الولايات المتحدة بعدد من الإجراءات السريعة لمساعدة منطقة شمال شرقي سوريا، حيث لا تزال الولايات المتحدة تقاتل بالتعاون مع "قسد" تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي.
ومن المقترحات التي قدمتها هولمز، قيام الولايات المتحدة بالضغط على حكومة إقليم كردستان العراق لفتح معابر إضافية مع شمال شرقي سوريا، والضغط على تركيا لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والبضائع والموارد لمناطق سيطرة "قسد".
كما اقترحت هولمز أن يتم دعوة الهيئات السياسية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية إلى طاولة المفاوضات التابعة لهيئة الأمم المتحدة في جنيف، حيث اعتبرت أن "استبعاد ثلث البلاد من المفاوضات حول مستقبل سوريا أمر غير منطقي"، بالإضافة إلى مقترح لإعفاء مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بقانون رسمي من عقوبات "قيصر".
الانتهاكات التركية
وتحدّثت هولمز عن خطورة التطهير العرقي في تل أبيض وقرى الخابور من الأرمن والمسيحيين والإيزيديين، حيث اضطرت مئات العائلات إلى الهرب من المنطقة بسبب الغزو التركي.
ودعت إلى أن تقوم لجنة تقصي حقائق من الكونغرس الأمريكي بزيارة المنطقة وإجراء مسح للمنطقة لإدراك مدى المعاناة التي تسبب بها الغزو التركي للأقليات الدينية والعرقية.
بدورها، لفتت سارة كيالي، الباحثة في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، خلال المؤتمر إلى السلوك التركي والميليشيات المدعومة منها، والمكرر بقطع المياه عن سكان شمال شرقي سوريا وتدهور الأوضاع في ظل أزمة كوفيد – 19 التي تزيد من أثارها معاناة الشعب في كل المناطق السورية، حيث يعرقل الفيتو الروسي أي محاولات لمد الشعب السوري بالمساعدات الإنسانية والطبية.
وتحدّث حسن حسن، مدير برنامج اللاعبين غير الحكوميين في مركز السياسات الدولية، عن "تدهور أوضاع المنطقة وخشية جماعات مثل الإيزيديين من الغزو التركي وتغير واقع المكونات المسلمة في المنطقة بعد هجمات المتطرفين حيث باتت جماعات مثل الصوفيين ملاحقة ومعرضة للاستهداف من قبل متطرفين".
وعلى هامش المؤتمر قالت الدكتورة ايمي هولمز لـ"نورث برس" إن الأوضاع الاقتصادية المتردية في سوريا تجعلها تقلق من تصاعد حالات الخطف التي تقوم بها الجماعات المسلحة التابعة لتركيا بحق الكرد والإيزيديين الأمر الذي يستحيل تحمل تكاليفه من قبل السكان في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتردية.
وأضافت أن "الميليشيات المدعومة تركياً تدفع الناس في المناطق المحتلة تركياً للعيش في خوف وقلق دائمين بسبب أساليب التطهير العرقي التي تتبعها الميليشيات المدعومة تركياً سواء بالقتل أو غيره من الأساليب".