قطار حلب وسيلة نقل تعود للواجهة

حلب – نورث برس

تستقل رباح قريش (40 عاماً ) وهي من سكان منطقة النيرب بمدينة حلب، شمالي سوريا، القطار للذهاب إلى المدينة التي تبعد 15 كيلومتر عن منزلها والعودة منها، هرباً من الانقطاع المستمر للمواصلات والانتظار الطويل في منطقة المعري، مكان تجمع وانطلاق المواصلات الخاصة في منطقة سكنها.

وتشير السيدة الأربعينية إلى أنها كانت تعاني من الانتظار الطويل وصعوبة تأمين المواصلات العامة صباحاً أثناء ذهابها إلى العمل، ومساءً عند عودتها إلى المنزل، بالإضافة إلى أنها كانت تحتاج لوسيلة نقل أخرى بعد وصولها لحلب لتصل إلى منطقة قريبة من عملها.

ودفعت أزمة المواصلات التي تشهدها حلب، كما جميع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ نحو عام، وانعدامها في بعض المناطق سكاناً لاستخدام القطار للانتقال ما بين أماكن سكنهم وعملهم بدلاً من وسائل النقل العامة.

وتقول “قريش” التي تعمل في محل لبيع الألبسة المستعملة (البالة) في حي أدونيس بحلب، بدوام يبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً، إنها وجدت في استخدام القطار عوضاً عن المواصلات العامة “حلاّ وراحة نوعاً ما”.

وتضيف: “بالنسبة لاستخدام القطار لا وجود للانتظار، الوقت محدد في الذهاب والإياب وتخلصت من الوقوف في الطرقات تحت الأمطار”.

ويعمل قطار حلب على أربع مواقف، واحد منها في المدينة وثلاثة خارجها، تنطلق الرحلات من محطة بغداد حلب في الساعة 6:30 صباحاً لتصل إلى محطة جبرين التي تبعد 20 كم، بعد 45 دقيقة.

ينتظر القطار في جبرين حتى الساعة الثامنة صباحاً، ليعود مرة أخرى إلى محطة بغداد وينطلق مرة أخرى في الساعة 3:15 عصراً ويصل إلى جبرين الساعة الرابعة عصراً، ليعود بعدها إلى محطة بغداد في الساعة 4:15 عصراً.

ويتوقف أثناء الرحلة في حي السكري داخل المدينة ثم منطقة النيرب ومخيم النيرب وينتهي في محطة جبرين بمعدل 45 دقيقة للرحلة بقيمة مئتي ليرة سورية للراكب الواحد.

ومنذ منتصف 2017، تعمل شركة الخطوط الحديدية التابعة للحكومة السورية على نقل الركاب وبعض المواد من منطقة جبرين بتجاه محطة بغداد في حلب، وذلك بعد توقف الخدمات نقل الركاب عبر المدن السورية وجلب الفيول الخام من العراق ونقل البضائع إلى بعض الدول المجاورة عبر القطار منذ عام 2013.

ولم يكن يعلم معظم السكان بعمل القطار في نقل الركاب داخلياً ولا حتى موعد الانطلاق، ليزداد استخدامه قبل نحو عام مع تفاقم أزمة المواصلات في المدينة، بالإضافة لانعدام وسائل النقل العامة التي تصل منطقة جبرين بحلب.

ويقول فراس حمامي (45 عاماّ) وهو من سكان حي السكري تل الزرازير بحلب، إن استخدام القطار للوصول إلى عمله أسهل وأوفر، فهو يقل القطار من الحي إلى المحطة التي تبعد عن مكان عمله 10 دقائق سيراً على الأقدام.

ويضيف “حمامي” الذي يعمل موظفاً لدى مديرية النقل في حي السريان، أنه كان يعاني من صعوبة المواصلات صباحاً وعصراً، بسبب الازدحام الذي يتزامن مع انصراف الموظفين وطلاب الجامعة.

ولكن زكريا عويجه (20 عاماً)، وهو من سكان قرية جبرين، يقول إن استخدام القطار لإنهاء أزمة انعدام المواصلات ليس حلاً للسكان كافة بسبب عدم توفر الرحلات على مدار الساعة وبأوقات محددة، بالإضافة إلى أن الزمن طويل (45 دقيقة بمسافة 20 كيلومتر).

ويشير الشاب العشريني إلى أن المواصلات في قريته معدومة وليس هناك خط مكروباصات أو باص نقل دخلي مخصص للقرية ويعتمد للوصول إلى مدينة حلب عبر إيقاف السيارات المتوجه للمدينة بشكل عشوائي أو الوصول إلى حي النيرب لاستخدام وسائل النقل العامة من هناك.

ويضيف: “هذا يشكل عبئاً على السكان بتكاليف كبيرة يومياً”.

إعداد: معتز شمطة – تحرير: سوزدار محمد