اتهامات لتركيا بـ "سرقة" حصة سوريا من مياه الفرات وشن "حرب" جديدة على الإدارة الذاتية
القامشلي – عبد الحليم سليمان – نورث برس
تجدد اتهام الحكومة التركية بشن حرب اقتصادية على مناطق شمال شرقي سوريا مستخدمة قطع المياه كسلاح واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة لتهيئة الظروف من أجل تأليب سكان المنطقة على الإدارة الذاتية.
واعتبر مسؤولان في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، والإدارة الذاتية، تحكم تركيا بالوارد المائي لنهر الفرات ، "سرقة" تأتي في سياق "حرب من نوع آخر" على مناطق شمال شرقي سوريا.
ورأت جواهر عثمان، من مكتب التنظيم التابع لمجلس سوريا الديمقراطية في حديث لنورث برس أن "قطع تركيا للمياه عن مناطق الإدارة الذاتية هي استكمال لحربها في الناحية الاقتصادية ولكسر مصداقية الإدارة الذاتية وقدرتها على إدارة شؤون المنطقة".
وقالت عثمان، إن الحرب "اللاأخلاقية" التي تشنها تركيا على المنطقة في عدة جوانب ولا سيما قطع المياه وخفض نسبة تدفق مياه نهر الفرات إلى السدود، تستهدف استنفاذ قدرة السكان على التحمل، وإن تركيا "تستغل" الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها السكان في ظل الحصار وقرب تنفيذ قانون قيصر "لتهيئ أرضية خصبة لمحاربة مشروع الإدارة الذاتية".
ووصل تدفق نهر الفرات إلى داخل الأراضي السورية في مدينة جرابلس /319/ م3/ ثا وفق إحصاءات هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية أمس الأحد، فيما كان التدفق في بدايات نيسان (أبريل) الماضي يتجاوز 1000 م3/ ثا في ذات النقطة، الأمر الذي يؤثر على عدد ساعات تشغيل العنفات في سدود (تشرين- الفرات والحرية) حيث زادت هيئة الطاقة في الأسبوع الماضي ساعات تقنين الكهرباء في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا.
وخلال الفترة الماضية عمدت تركيا إلى توقيف عمل محطة علوك التي سيطرت عليها منذ تشرين أول (أكتوبر) الماضي عدة مرات، وقال مايك بيج نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في أواخر نيسان الماضي: "في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا. ينبغي للسلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المجتمعات فورا".
ودعت عثمان الأطراف السياسية السورية المختلفة ولاسيما تلك المتقاربة في وجهة نظرها من مجلس سوريا الديمقراطية إلى "تشكيل جبهة عريضة لمواجهة سياسات تركيا التي تستهدف حياة ومعيشة السكان في شمال وشرقي سوريا بالطرق العسكرية والاقتصادية والمعيشية".
من جهته قال أنور المشرف، المستشار في الإدارة الذاتية، إن تركيا خفضت نسبة حصة سوريا من تدفق مياه نهر الفرات وإن هذا الانتهاك يعتبر "عملية سرقة دولية موصوفة".
وأضاف أن خفض تركيا لتدفق المياه أدى إلى انخفاض مستوى منسوب المياه في بحيرة الفرات التي تشغل عنفات سد الفرات، أكبر محطة توليد كهرومائية في شمال وشرقي سوريا، ما تسبب بزيادة ساعات انقطاع الكهرباء في عموم مناطق الإدارة الذاتية.
وتشير إحصائيات الإدارة الذاتية الصادرة يوم أمس الأحد إلى انخفاض كبير في منسوب مياه السدود الثلاث الرئيسية على نهر الفرات داخل الأراضي السورية حيث بلغ منسوب سد تشرين/322.81/م. مطلق، وتولد طاقة كهربائية قدرها /1487000/ ك.و.سا، لكنها تمرر334 م٣/ ثا من المياه، أما سد الفرات فإن منسوبه يصل إلى /301.54/ م. مطلق، وتنتج طاقة /4252000/ك.و.سا، بينما تمرر/457/ م٣/ ثا من المياه.
وحمل المستشار في الإدارة الذاتية الأمم المتحدة مسؤولية التحرك من أجل إيقاف ما وصفه بـ"سرقة" تركيا لحصة سوريا من مياه نهر الفرات، مشيراً إلى أن ذلك يناقض الاتفاقات الدولية بشأن مياه الأنهار الدولية.