مجموعة سورية شابة في مخيم بأربيل جمعتهم ريش الألوان تحت وطأة اللجوء
أربيل- نورث برس
من داخل مخيم “كوره كوسك” في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بدأ شبان وشابات سوريات بالرسم على جدران المخيم، وذلك بعد طفولة عشقوا فيها الرسم فاستهلوا بأقلام الرصاص ودفاترٍ مدرسية، دون أن يتخيلوا يوماً أنهم سيكونون في مجموعة ترصدهم عدسة إعلامية.
ورغم ظروف اللجوء القاسية، استطاع أفراد المجموعة المكونة من سبعة أشخاص بخطواتهم الحثيثة، أن يجمعوا في رصيدهم أكثر من 50 لوحة فنية تشكيلية.
دلدار رمضان، وهو شاب سوري، لم يمنعه الاغتراب عن وطنه، سوريا، من متابعة هواية الرسم، التي أحبها منذ الصغر، لكن العائق الأكبر أمامه هو شح الدعم.
يقول “رمضان” لنورث برس: “أحياناً يمضي شهر كامل، دون أن نرسم أي لوحة لعدم توفّ الأدوات، كالألوان واللوحات والأقلام.”
لكن “رمضان” يرى نفسه محظوظاً لأن الظروف جمعته مع شبان آخرين مشتركين بذات الهواية وذات الطموح.
أما “ندى كمال”، فهي تحب الرسم بقلم الرصاص، وعندما التقت بزملائها في المخيم، بدأت بتطوير مهاراتها، وأكثر ما تحب رسمه هو الوجوه البشرية.
وتتنوع لوحات هؤلاء الشبان بين الفن التشكيلي والبورترية، يحاولون مزج الألوان بالأشكال الهندسية، لإيصال معانٍ فنية وإنسانية عبر لوحاتهم.
وأكثر الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الشبان هو عدم وجود مرسم خاص بهم، نظراً لقلة الإمكانيات وضيق منازلهم داخل المخيم، لكنهم حولوا أرضية أي مكان يجلسون عليه مرسماً.
ويقول الشاب “سرور حسين” وهو أيضاً عضو في المجموعة: “نرسم في الطبيعة وفي الرحلات، أحياناً نجتمع في منزل أحد الأصدقاء ونرسم سويّةً.”
والشاب الآخر حسين مسعود، يضيف إلى ما تحدث به زملائه، أنه يحلم أن يصبح فنّاناً تشكيلياً مشهوراً، وأن ينظّم مع زملائه معرضاً فنيّاً خاصاً بهم خارج المخيم.
وتبين من حديث الشبان والشابات أنهم يريدون إيصال رسالة محبة وسلام إلى جميع أنحاء العالم عبر لوحاتهم، ويعملون على تطوير مهاراتهم وأدواتهم يوماً بعد يوم.