غلاء الأسعار والحنين لجلسات العائلة.. همٌّ يؤرق نازحين في مخيم بمنبج

منبج – نورث برس

يتذكر حسين العبيد (40 عاماً) وهو نازح من منطقة دير حافر بريف حلب الجنوبي الشرقي ويسكن في مخيم منبج الشرقي الجديد، الأيام التي كانت تجتمع فيها عائلته مع عائلات إخوته حول مائدة الإفطار قبل نزوحهم دون أن يغيب أحد من الأفراد.

لكن اليوم تغير الحال، “بات البعض منّا نازحاً وآخرون هاجروا البلاد وفقد آخرون حياتهم، لم يعد رمضان له نفس الطعم الذي كان سابقاً”، يقول الرجل الأربعيني. 

وفي مخيم منبج الشرقي الجديد، يحنُّ نازحون إلى جلسات عائلاتهم قبل نزوحهم، فيما يشتكي آخرون من الأوضاع المعيشية المتردية وخاصة أنه لم يتم تقديم أي مساعدات غذائية لهم مع حلول شهر رمضان.

ومنذ العام 2017، نزح غالبية سكان منطقتي مسكنة ودير حافر الواقعتين بريف حلب الشرقي والجنوبي الشرقي بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على تلك المناطق على خلفية معارك خاضتها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منها.

ويعيش في المخيم الشرقي الجديد، 649 عائلة من منطقتي مسكنة ودير حافر، بحسب إدارة المخيم.

فيما يضم المخيم الشرقي القديم، والذي لا يبعد سوى واحد كيلومتر عن المخيم الجديد، 425 عائلة من ذات المناطق، وفقاً لذات المصدر.

مخيم منبج الشرقي الجديد

ويتمنى “العبيد” لو أنه يستطيع العودة إلى منزله في دير حافر ولكن “الأوضاع هناك ليست أفضل بكثير من أوضاعنا في المخيم، إذا ما قارنا المعيشة بين هنا وهناك نختار البقاء في المخيم على العودة في ظل الظروف الراهنة”.

ويشير الرجل وهو معيل أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص إلى أن “المنظمات تعتبر شهر رمضان كباقي الأشهر، إذا صدف وجاء التوزيع في رمضان قاموا بالتوزيع وإذا لم يصادف التوزيع، فعلينا تدبر أمورنا بأنفسنا”.

ولكنه ويعود ويتساءل، “سكان المنطقة اليوم لا يستطيعون مواكبة غلاء المعيشة، فكيف بنا ضمن المخيم ومع انعدام فرص العمل أن نستطيع تدبر أمورنا؟”.

ويضيف: “كل عام يأتي نقول العام الذي سبقه أفضل منه وعلى هذه الحال منذ خمس سنوات لا تغيير يذكر”.

وتحاول إدارة مخيم منبج الشرقي الجديد التنسيق مع المنظمات لتقديم الدعم، “ولكن لا نستطيع إجبارها على تقديم الدعم في أشهر أو أيام محددة، فهم أيضاً لديهم نظام توزيع خاص بهم”، بحسب محمد منصور، الرئيس المشارك للمخيم.

ويشير “منصور” إلى أن المنظمات تقوم بتقديم مساعدات مالية كل شهرين لنازحي المخيم، حيث يحصل كل فرد على  عشر دولارات كحصته لشراء المواد الغذائية.

فيما تحصل كل عائلة على 75 ألف ليرة سورية كل شهرين، كحصة لشراء المنظفات.

وبينما كان ينهمك البعض بتثبيت خيمهم التي تضررت بفعل عاصفة هوائية، يصف عيسى إبراهيم (60عاماً)، ظروف المعيشة في رمضان هذا العام بأنها “أسوأ من العام السابق بسبب موجة الغلاء التي اجتاحت الأسواق وقلة الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية.

ويضيف الرجل الستيني الذي ينحدر من منطقة مسكنة، “الحرارة هذا العام تعتبر مناسبة للصائمين داخل المنازل، لكن الخيم تتحول إلى كرة ملتهبة من النار مع شروق الشمس، ما يضاعف مشقة الصيام”.

ويتحسر المسن كما سابقه على سنوات خلت، حيث كان شهر رمضان مختلفاً عما هو عليه الآن، “لم نكن نشعر بصعوبة الصيام، كان كل شيء متوفراً، لم نكن ننتظر مساعدات من أحد ولكن أوضاعنا صعبة جداَ تحت هذه الخيم”.

ويطالب “إبراهيم” الذي كان يلف وجهه بوشاح أبيض، إدارة المخيم بتأمين فرص عمل للنازحين الشباب، إذ أن ذلك من شأنه أن يساهم بتأمين احتياجاتهم دون انتظار المساعدات من المنظمات.

ولكن الرئيس المشارك للمخيم قال إنهم لا يستطيعون تأمين فرص عمل للنازحين، “لأن مشكلة البطالة مشكلة عامة وليست خاصة بالمخيم فقط”.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: سوزدار محمد