حلوى الناعم الرمضانية خشنة على جيوب سكان في دمشق
دمشق- نورث برس
تستغني عبير السيد (40 عاماً) وهي من سكان منطقة الزاهرة بدمشق هذا العام عن شراء حلوى الناعم والمعروك، “لأن سعره غير منطقي أبداً”.
تقول السيدة الأربعينية: “لم تترك زيادة الأسعار جانباً إلا وطالته حتى حلوانا التقليدية”.
ولم تتوقع “السيد” هذه “الزيادة المرّيخية” في الأسعار مع حلول شهر رمضان.
وهذا العام غابت حلوى الناعم كما المعروك عن موائد سكان في دمشق، على الرغم من أن أسعارهما تعد منخفضة مقارنة مع باقي الحلويات.
وتشهد معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، موجة غلاء متسارعة وغير مسبوقة، طالت معظم المواد الغذائية، تزايدت مع حلول شهر رمضان، مخلفةً أزمة معيشية خانقة.

ويختلف سعر حلوى الناعم من بائع لآخر باختلاف منطقة البيع وحجم الرغيف, ففي منطقة الشعلان يُباع الرغيف الواحد ويكون حجمه كبيراً بـ 12 ألف ليرة سورية, وفي منطقة الميدان بستة آلاف ليرة سورية ولكن يكون حجمه صغيراً.
والعام الماضي كانت القطعة الواحدة من حلوى الناعم تباع بألفي ليرة سورية، بحسب سكان.
ويُرجع أبو محمد وهو بائع حلوى الناعم في منطقة الميدان السبب لارتفاع تكلفة المواد الأولية.
ويشرح البائع مكونات الحلوى بقوله: “الزيت والطحين أصبحا مكلفان بالإضافة للدبس الذي يُزين الناعم”.
ويروي أبو محمد الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه بهذا الاسم لنورث برس، رواية قديمة تتعلق بحلوى الناعم مفادها، أن بائعاً نشر يوماً رقائق الناعم لتجف على جدار في مقبرة وعندما تطاير الناعم بفعل الهواء, كانت ردة فعله أنه قال: “رماك الهوى يا ناعم”.
يضيف الرجل الخمسيني: “غلاء الأسعار رمى الناعم من قائمة الدمشقيين لهذا العام، فحركة البيع غير جيدة في رمضان هذا العام”.
وفي محله بمنطقة الجزماتية بدمشق، حيث تكثر محال الحلويات وبسطاتها يبيع أبو عمر المعروك السادة بخمسة آلاف ليرة، فيما يبيع المعروك المحشو بالتمر أو الشوكولا بثمانية آلاف ليرة.
ويعزو سبب الارتفاع عن العام السابق، حيث كان يبيع المعروك بحوالي 3000 ليرة سورية، إلى ارتفاع سعر الزيت في الدرجة الأولى والبيض والطحين وهي المكونات الأساسية لصناعة المعروك، ناهيك عن السكر.
يقول أبو عمر، “ليس باليد حيلة لا ربح يذكر خلال مبيعنا في شهر رمضان”.
وغيب ضيق الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، عادات وطقوساً كان السكان في دمشق يمارسونها خلال شهر رمضان، من بينها الاستغناء عن العديد من أصناف الطعام و”التكريزية الرمضانية” والسهرات في المطاعم والمقاهي الشعبية.

وقبل أيام، اشترت سلمى العمري (30 عاماً) وهي من سكان منطقة نهر عيشة بدمشق قرص معروك واحد بعشرة آلاف ليرة سورية من أحد المحال المعروفة في منطقة الشعلان.
وتعبر “العمري” عن استيائها من تباين أسعار حلويات رمضان بين محل وآخر ومنطقة وأخرى، وترى أن السوق يحتاج “لضبط من قبل المعنيين وألا يتركوا التجار على مزاجهم ليتحكموا بالناس”.
إعداد: مرام محمد – تحرير: سوزدار محمد