خلال أسبوع.. تصاعد للهجمات التّركية على خطوط التّماس شمال الحسكة
تل تمر – نورث برس
شهدت القرى الواقعة على خط التّماس بأرياف بلدتي تل تمر وأبو راسين، شمالي الحسكة، شمال وشرق سوريا، تصعيداً كبيراً خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان/أبريل الجاري، إذ تعرضت لقصف عنيف بالمدفعيات والطّائرات التّركية المُسيرة.
وخرقت القوات التّركية والفصائل المُسلحة الموالية لها، اتفاقية وقف إطلاق النّار لأكثر من عشرة مرات خلال أسبوع، رغم وجود الضّامن الرّوسي في المنطقة، وفق ما رصدته نورث برس.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، وبعد اجتياح تركيا لسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، وقعت مع الجانبين الرّوسي والأميركي اتفاقية لوقف إطلاق النّار.
دمار وجرحى
وأسفر القصف التّركي على مدار الأسبوع، عن دمار كبير في منازل السّكان والمنشآت الحيوية بالإضافة إلى وقوع تسعة جرحى بينهم ستة مدنيين.
وفي الثالث من نيسان/أبريل، أصيب ميزر علي مجبوب من فرية تل الورد بجروح مُتفاوتة، جراء القصف التّركي على عشرات القرى في ريف بلدة أبو راسين، كما وشهدت القرى المجاورة حركة نزوح كبيرة، باتجاه القرى الأكثر أمناً.
وفي اليوم نفسه خلال ساعات المساء، استهدفت قصفت القوات التّركية ريف بلدة تل تمر، واستهدفت محيط القاعدة الرّوسية ومحطة تحويل الكهرباء الواقعة بالقرب منها شمالي البلدة.
وتسبب القصف بخروج محطة الكّهرباء المغذية لمدينة الحسكة أيضاً عن الخدمة، بعد تضرر أكبال الكهرباء.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إنّ “مسيرة تركية استهدفت سيارة، تقل عضو القيادة العامة للمجلس العسكري السّرياني، كانت تُرافق القوات الرّوسية المتوجه إلى محطة تحويل كهرباء تل تمر عقب تعرضها للقصف التركي”.
وأدى الاستهداف إلى إصابة القيادي أورم ماروكي وأحد المترجمين بجروح، وفق “قسد”.
وبعد ذلك بيوم، استهدفت طائرة مسيرة تركية مركز قوى الأمن الدّاخلي “الأسايش” في بلدة أبو راسين، أسفرت عن إصابة ثلاثة عناصر بجروح.
وأمس الأربعاء، جددت القوات التركية قصفها لريف بلدة أبو راسين واستهدفت قرية الأسدية شمالاً بعدة قذائف مدفعية، اسفرت عن إصابة خمسة أفراد من عائلة واحدة بجروح بينهم ثلاثة أطفال وفتاة.
والاثنين الماضي، قال ماتاي حنا، المتحدث باسم المجلس العسكري السرياني، لـنورث برس، إن “التصعيد العسكري التّركي على خطوط التماس، شمال شرقي سوريا، يهدف إلى خلق مناخ إيجابي للخلايا الإرهابية في المنطقة، يسمح لهم بالتحرك خفية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية”.
وانتقد “حنا” موقف القوات الروسية حيال التّصعيد التركي، وعدم إبداء أي ردة فعل على الهجمات المُتكررة، التي تستهدف منازل السكان على خطوط التّماس.
فلتان أمني
ونشرت مواقع مقربة من المعارضة المسلحة، عن مقتل علي أبو إبراهيم، وهو عنصر في جهاز الاستخبارات التابعة لفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، مطلع الأسبوع الحالي، بريف مدينة سري كانيه، في ظروف غامضة.
ورجحت مصادر محلية، لنورث برس، أن تكون عملية قتل “أبو إبراهيم”، هي إحدى عمليات تصفية حسابات ما بين الفصائل، في ظل حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المنطقة.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، حالة فلتان أمني وخلافات دائمة بين الفصائل على مناطق النفوذ، والتي غالباً ما تتحول إلى اقتتال مسلح فيما بينها.