استمرار ارتفاع سعر الزيت النباتي بات يفوق طاقة جيوب سكان في الحسكة
الحسكة – نورث برس
يعبر سكان في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، عن استيائهم من ارتفاع أسعار الزيت النباتي يوماً تلو الآخر دون رقابة فعلية تحد من استمرارية غلائه.
وأصبح السؤال المتكرر والمعتاد في مدينة الحسكة، “بشقد ليتر الزيت اليوم؟”، وكما هو واضح منذ قرابة الشهر، فإن الزيت بات يتغير سعره بين اليوم والآخر مرتبطاً بسعر صرف الدولار.
وقال جمال الضيف (6٠ عاماً) وهو أب لأربعة أولاد وموظف حكومي متقاعد، إنهم نسوا البطاطا المقلية، “فليس من المعقول أن نستخدم ليتراً ونصفاً من الزيت لقلي البطاطا أو غيره، فالأولى أن نختار طبخة أقل صرفاً للزيت”.
وأضاف أن “الغلاء على وجه العموم عبء ثقيل ولا يزال مستمراً، فلا يمكن تدبير أساسيات العيش إلا بعد عناء وجهد يبذله رب الأسرة، وجاء ارتفاع مادة الزيت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير”، على حد تعبيره.
وتشهد أسواق الحسكة، ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الغذائية وعلى رأسها الزيوت النباتية وخاصة مع حلول شهر رمضان.
ويصل سعر عبوة زيت دوار الشمس أربعة ليترات في المحال التجارية إلى ٤2 ألفاً، أما زيت القطن يصل سعر العبوة إلى ٢٦٥٠٠ ليرة.
وفي حي الناصرة بالحسكة، تشتكي فاطمة جاسم (٦٥عاماً) من عدم توفر مادة الزيت وفي حال توفرها يصل سعر الليتر الواحد إلى 1٠ آلاف ليرة، ويترتب عليها الموازنة والتقنين في الزيت إذا تم شرائه.
وتقول السيدة الستينية إن عائلتها تتألف من 15 فرداً ووضعهم المادي لا يساعد في استعمال الزيت كسابق عهدها.
وتضيف بلهجتها المحلية، “كنا بموضوع الزيت صرنا بالسكر والسمنة والرز والتجار ما يرحمونا على وجه رمضان”.
ولكن محمد أسعد وهو صاحب محل جملة لبيع لمواد الغذائية، يربط استمرار ارتفاع أسعار الزيت بالحرب الروسية الأوكرانية، “كون الأخيرة المصدر الأساسي لمادة الزيت، فالمتضرر في هذه الأزمة هي الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط أجمع”.
ويشير “أسعد” إلى أن “الغلاء سابقاً كان يقدر بارتفاع دولار واحداً على الطرد الواحد أما بعد الحرب الأوكرانية شهد الارتفاع من ١٥ إلى ٢٠ دولار على الطرد الواحد وهذا الغلاء يشمل كافة السلع الغذائية”.
وقبل الحرب كان صاحب محل الجملة يبيع في اليوم ١٠٠ طرد، أما الآن يبيع ١٠ طرود، ” لأن الأسعار ارتفعت. الزبائن لم يعد بمقدورهم الشراء”.
وفي المدينة ذاتها، يذكر حسن أحمد (3٩ عاماً)، وهو بائع فلافل وأب لأربعة أطفال، لنورث برس، أن سكاناً طلبوا منه أن يبيعهم الزيت المستعمل الذي قد سبق وتم استعماله، فهم غير قادرين على شراء الزيت من المحال التجارية.
ويشير إلى أنه يقوم كل ثلاثة أيام بتغيير الزيت، “ورغم أننا رفعنا سعر الصندويشة من ألف ليرة إلى ١٥٠٠ ليرة إلا أننا نخسر بشكلٍ متكرر”.