مسرحيون: الفن المسرحي بكوباني في طور الهواية ويحتاج لخطوات لجعله أكاديمياً
كوباني- نورث برس
يرى مسرحيون أن الفن المسرحي في كوباني لا يزال في طور الهواية ولم يخطو بشكل جدي نحو المسرح الأكاديمي، وسط مطالبات بتأسيس معهد أكاديمي للارتقاء بواقع هذا الفن.
ويقول أحمد دالي، وهو موسيقي مشارك في عدة مهرجانات مسرحية دولية على مستوى سوريا، إنه رغم وجود خطوات جادة لتطوير المسرح وهناك مواهب شابة تعمل لتطوير موهبتها، إلا أن المسرح في كوباني يعيش حالة حماسية أكثر من كونها حالة أكاديمية.
ويفتقد المسرح في كوباني إلى حالة الحبكة القوية التي تشد الجمهور وتخلق عنصر التشويق، كما أن هناك ضعفاً في الأعمال المسرحية المقدمة في المدينة، بحسب وجهة “دالي”.
ويعتقد “دالي” أن كثرة التجارب المسرحية ستؤدي إلى الوصول لمسرح متطور، وذلك عبر التدريب الجاد والخضوع لدورات مكثفة وتكثيف البروفات ومتابعة الأعمال المسرحية للمجتمعات التي سبقتهم في هذا المجال.

ولا تختلف وجهة دلبرين مسلم وهو مخرج مسرحي، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، كثيراً عن سابقه ولكنه يرى أن المسرح تطور من الناحية الأكاديمية بنسبة 30 بالمئة.
ويشير إلى الصعوبات التي يواجهونها وأبرزها الافتقار إلى اختصاصات تتعلق بالفن المسرحي وخاصة هندسة الصوت وهندسة الديكور ومدرسي الصولفيج والإيقاع، إلى جانب الافتقار إلى كتاب سيناريو للمسرحيات.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ مركز باقي خدو للثقافة والفن في كوباني بتنظيم دورة تدريبية لـ 17 شاباً وشابة، بإشراف “مسلم” بهدف إعداد ممثلين مسرحيين بطريقة أكاديمية، على أن تستمر الدورة لعام كامل.
ويرى “مسلم” أن تطور المسرح مرهون بافتتاح معهد مسرحي بإشراف مختصين.
وحالياً يتم دراسة افتتاح معهد لمدة سنتين ليستقبل الطلاب الراغبين في دراسة الفن المسرحي بجامعة كوباني.
وفي تموز/ يوليو من العام 2020، افتتحت هيئة الثقافة في إقليم الفرات، بالتنسيق مع مركز باقي خدو، دورة مكثفة لـ “إعداد ممثل” لمدة شهرين بإشراف خريج مدرسة الفن المسرحي في دمشق شيار تركو، انضم لها نحو 20 شخصاً من هواة المسرح في كوباني.
ويأمل علي عيسى وهو ممثل مسرحي هاوي، بافتتاح معاهد مسرحية في المنطقة إسوة بالمعاهد الموسيقية ومعاهد الرسم، من أجل الارتقاء بالفن المسرحي ونشوء جيل يتعلمه بطريقة أكاديمية.
وكان “عيسى” قد بدأ بالتمثيل في المسرح منذ عام 1992، “ولكن كنا نواجه صعوبات كثيرة، كونه لم يكن هناك مركز أو مكان للتدريب”.
ويشير “عيسى” إلى أن الممثلون المسرحيون الكرد قبل الحرب السورية كانوا يتدربون في المنازل، كما أن عدم وجود مركز أو مسرح أعاق تعلمهم قواعد التمثيل في المسرح، وأن جل ما كانوا يتعلمونه هو مواجهة الجمهور وجهاً لوجه.
وقبل الحرب، كانت مشاركة هؤلاء تقتصر على تقديم المسرحيات في عيد نوروز وبعض الاحتفالات الوطنية، “لأن النشاط المسرحي كان ممنوعاً خارج إطار الحكومة، كما أنهم لم يكونوا مسرحيين أكاديميين ليشاركوا في مهرجانات خارجية”، وفق قول “عيسى”.
ويذكر الممثل المسرحي أنه في عام 2013 أصبح لديهم مركز للثقافة والفن، وبدأوا تدريباتهم عام 2015 وحاولوا العمل بطريقة أكاديمية.
ولكن عدم وجود إمكانيات لديهم أخَّرَ توجههم الأكاديمي حتى عام 2020.
ويعد مهرجان “آرين جدائل السلام” أولمهرجان مسرحي تم الإعداد له بطريقة أكاديمية في كوباني، وذلك ما بين العشرين والسابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
وشارك في فعاليات المهرجان حينها، فرق من مدن الرقة والطبقة ومنبج وحلب وعفرين وكوباني.
ولا ينكر “عيسى” أنهم يواجهون انتقادات من الجمهور لاقتصار نقدهم على أمور بسيطة.