محلل اقتصادي: مشاركة حكومة دمشق للمستثمرين أرباحهم يعزز الانهيار الاقتصادي

واشنطن – نورث برس

قال البروفيسور هاوارد شاتز، كبير باحثي الاقتصاد السياسي في معهد “راند” الأميركي، الذي قام مؤخراً بإعداد ورقة بحثية للحكومة الألمانية، إن “العقوبات هي جزء من مشكلة اقتصاد مناطق حكومة دمشق، فحتى اليوم لا تسمح الحكومة لأي مستثمر بالاستثمار في سوريا دون التشارك معها وهو أسلوب قديم ينفر رجال الأعمال والمستثمرين من سوريا”.

وأضاف شاتز: “إذا نظرنا إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، لا يمكنك القيام بأي استثمار دون أن يستفيد الأسد وحلفاءه من أرباحك”.

وقال أيضاً في في حوار خاص مع نورث برس: “إذا كنت مستثمراً جدياً فبالتأكيد ستقلع عن الفكرة، ناهيك عن أن الاستثمارات اليوم تقوم على مناطق دمّرت وسلبت ممتلكات سكانها، ما قد يخلق أعباء قانونية مستقبلية للمستثمرين”.

وأشار شاتز إلى تأثير انهيار الاقتصاد اللبناني على اقتصاد سوريا، واصفاً لبنان ببوابة الاقتصاد السوري التي فقد الكثير من المودعين السوريين أموالهم في بنوكها.

وعن أثر العلاقات العربية مع دمشق على مستقبل الاقتصاد السوري، قال شاتز، “قد تأتي هذه العلاقات ببعض المشاريع الإنسانية الواعدة من الدول العربية، ولكن هذا لا يعني مشاريع لإعادة إعمار سوريا وتحويلها إلى بلد متعافٍ اقتصادياً”.

وحول ما يتم تناقله من التحركات التركية ضد شمال شرقي سوريا، قال إن من شأن التحسّن الأخير في العلاقات التركية – الغربية مؤخراً دفع تركيا إلى عدم الإقدام على غزو هذه المنطقة”.

وأضاف: “لا يمكن التنبؤ بتحركات الرئيس أردوغان ولكن الإبقاء على الحالة الراهنة يصب في مصلحة تركيا”.

وأما التقدّم في غزو جديد لشمال شرقي سوريا، بحسب “شاتز”، فمن شأنه “تعقيد العلاقات التركية مع الغرب من جديد ناهيك عن تأثير مثل هكذا غزو على جهود تركيا لإحلال الاستقرار في ادلب، شمال غربي سوريا”.

وأشار شاتز، إلى الأثر الكبير للحرب في أوكرانيا، على شمال غربي سوريا، وتحديداً ادلب.

وقال إن الأثر المباشر للحرب سيكون على التنسيق التركي – الروسي داخل سوريا، لذلك تركز تركيا اهتمامها على ضمان عدم تأثير الحرب الأوكرانية على التنسيق الروسي – التركي في سوريا.

وأضاف شاتز: “لا تزال تركيا تستبعد إمكانية تحسين العلاقات مع شمال شرقي سوريا، ولكن كون تركيا تتعاون عن كثب اليوم مع حلف الناتو، فهذا يعني أنها قد لا تقدم على شن عملية جديدة في المنطقة”.

وعن الحالة الراهنة لاقتصاد شمال شرقي سوريا، قال شاتز، “هناك الكثير من الصعوبات الجيوسياسية التي تعرقل التطور الاقتصادي للمنطقة ويبقى الخيار الأفضل هو محاولة تحسين العلاقة مع العراق لتكون علاقة رسمية”.

بالإضافة إلى ضرورة سعي دول التحالف الصديقة لقوات سوريا الديمقراطية إلى جلب الاستثمارات الخاصة للمنطقة، بحسب المحلل الاقتصادي.

إعداد: هديل عويس ـ تحرير: قيس العبدالله